آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

الخلافات العائلية وتأثيرها على النسيج الاجتماعي

جمال حسن المطوع

الخوض في المواضيع الحساسة ذات الطابع التفاعلي على الصعيدين العائلي والاجتماعي يؤدي إلى نشوء خلافات وتقاطعات، تكون أبرز تجلياتها تفكك الأسرة، وقطع صلة الأرحام، والتنافر بين أفراد العائلة الواحدة. يعود ذلك إلى تمسك كل طرف بقناعاته الراسخة، التي يراها الصواب المطلق، دون الالتفات إلى وجهة نظر الطرف الآخر ومبرراته، والتي قد تكون صائبة ومنطقية. وهنا تكمن المشكلة بأبعادها، حيث يتولد مناخ من الجدال والردود المتبادلة، لينتهي الأمر بتشكيل صورة سلبية ذات آثار مدمرة على النسيج العائلي والاجتماعي، وما يتبعه من تداعيات عاطفية وأخلاقية وسلوكية.

في مثل هذه الحالات، يسعى كل طرف إلى إثبات مظلوميته وإظهار أنه قد تعرض لهضم حقوقه، بهدف كسب تعاطف الآخرين وودهم. وفي الوقت ذاته، تكون الأقاويل والاتهامات متبادلة بين الأطراف، حيث يستند البعض إلى أدلة وحقائق ثابتة، في حين يرفض آخرون الاعتراف بأخطائهم، بل يجدون من يساندهم لتبرير أفعالهم. وهنا تتفاقم المشكلة، مما يؤدي إلى خلق مناخ متوتر تهيمن فيه المصالح الشخصية والمادية على روابط القرابة العائلية، فنجد أنفسنا أمام حالة من التشتت والقطيعة الرحمية، التي تُعد من أخطر السلبيات على العلاقات الأخوية والعائلية.

لا ينبغي لهذا الأمر أن يحدث، فلو اعترف المخطئ بخطئه ولم يجد من يبرر له أو يدعمه، لكانت النتائج أكثر إيجابية. وقد صدق المثل القائل:“الاعتراف بالخطأ فضيلة، والصلح خير”، ولكن تجري الرياح بما لا تشتهي السفن. ولتفادي مثل هذه الخلافات العائلية في الحاضر والمستقبل، لا بد أن يعمل جميع أفراد الأسرة كفريق يسعى إلى تعزيز المحبة والتفاهم بينهم. وعند وقوع أي مشكلة، ينبغي حلها بأسلوب هادئ ومتزن، بعيدًا عن النبذ أو التصعيد، مع التشجيع على التعاطف، والتفاهم، والاحترام المتبادل، حتى لا تؤثر الخلافات والمصالح المادية على العلاقات الأخوية والنسبية.