آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

الإتيكيت الوظيفي وعلاقته بالالتزام التنظيمي

الدكتور هاني آل غزوي *

تعتبر مفاهيم الإتيكيت الوظيفي والالتزام التنظيمي من العوامل الأساسية التي تسهم في تحقيق النجاح والاستدامة في بيئات العمل الحديثة. فالإتيكيت الوظيفي يشير إلى مجموعة من السلوكيات والقيم التي يجب أن يلتزم بها الموظف في مكان العمل، بينما يشير الالتزام التنظيمي إلى درجة ارتباط الموظف بمنظمته وانخراطه في تحقيق أهدافها. يستعرض هذا المقال العلاقة بين الإتيكيت الوظيفي والالتزام التنظيمي وأثرهما على الأداء الوظيفي والرضا المهني.

الإتيكيت الوظيفي:

يُعرف الإتيكيت الوظيفي بأنه مجموعة من السلوكيات والمعايير التي تحدد كيفية تصرف الموظفين في مكان العمل. يهدف الإتيكيت الوظيفي إلى تعزيز الاحترام، اللطف، والاحترافية بين الزملاء والرؤساء. تشمل جوانب الإتيكيت الوظيفي ما يلي:

1. الاحترافية:

- الالتزام بالمواعيد.
- تقديم النفس بلباقة واحترام.
- التصرف بأدب واحترام تجاه الزملاء والرؤساء.

2. التواصل الفعال:

- استخدام لغة محترمة وواضحة في جميع أشكال التواصل.
- الاستماع بشكل فعّال وعدم المقاطعة.
- احترام وجهات النظر المختلفة.

3. اللباس المناسب:

- الالتزام باللباس الرسمي أو حسب القواعد المحددة للشركة.
- التأكد من أن المظهر الشخصي يعكس الاحترافية.

4. السلوك الإيجابي:

- المحافظة على موقف إيجابي حتى في مواجهة التحديات.
- تشجيع التعاون والعمل الجماعي.

الالتزام التنظيمي:

يشير الالتزام التنظيمي إلى أنه: اتجاه إيجابي يعبر عن اقتناع الفرد بالمنظمة التي يعمل بها وبأهدافها الأمر الذي يجعله يشعر بأنه جزء أساسي ومؤثر فيها مما يدفعه إلى بذل أقصى جهد في أداء مهامه وتحقيق أهدافها مع استعداده لبذل مجهودات إضافية تطوعية من شأنها إنجاح المنظمة مما يسهم في تقدمها ورفاهيتها. يتأثر الالتزام التنظيمي بعدة عوامل منها الرضا الوظيفي، الدعم التنظيمي، وثقافة المنظمة. تشمل جوانب الالتزام التنظيمي ما يلي:

1. الرضا الوظيفي:

- مدى رضا الموظف عن عمله وظروف العمل.
- تأثير الرضا الوظيفي على الولاء والانتماء للمنظمة.

2. الدعم التنظيمي:

- دعم المنظمة للموظفين من خلال توفير الموارد والتدريب.
- تقدير جهود الموظفين وتشجيعهم على النمو المهني.

3. ثقافة المنظمة:

- تأثير ثقافة المنظمة على سلوك الموظفين والتزامهم.
- دور القيادة في تعزيز ثقافة إيجابية ومشجعة.

العلاقة بين الإتيكيت الوظيفي والالتزام التنظيمي:

تُعتبر العلاقة بين الإتيكيت الوظيفي والالتزام التنظيمي علاقة تفاعلية ومترابطة. حيث يسهم الإتيكيت الوظيفي في تعزيز الالتزام التنظيمي من خلال تعزيز بيئة عمل إيجابية ومحفزة. بالمقابل، يعزز الالتزام التنظيمي تطبيق الإتيكيت الوظيفي من خلال زيادة رغبة الموظفين في الالتزام بالقيم والمعايير التنظيمية.

1. تعزيز السلوكيات الإيجابية:

يسهم الإتيكيت الوظيفي في تعزيز السلوكيات الإيجابية مثل التعاون والاحترام المتبادل، مما يزيد من الالتزام التنظيمي.

2. تحسين التواصل:

يسهم التواصل الفعّال الناتج عن الإتيكيت الوظيفي في تعزيز الانسجام بين الموظفين، مما يعزز الالتزام التنظيمي.

3. زيادة الولاء والانتماء:

يسهم الإتيكيت الوظيفي في زيادة رضا الموظفين عن بيئة العمل، مما يزيد من ولائهم وانتمائهم للمنظمة.

يمكن القول إن الإتيكيت الوظيفي والالتزام التنظيمي هما عاملان متكاملان يعززان الأداء والرضا الوظيفي في بيئة العمل. من خلال تعزيز السلوكيات الإيجابية والتواصل الفعّال، يمكن للمنظمات تحقيق مستويات عالية من الالتزام التنظيمي وبالتالي تحقيق أهدافها بكفاءة وفعالية.

المراجع:

- آل غزوي، هاني. «2020». ”أثر الالتزام التنظيمي في تحسين بيئة العمل وضمان الجودة، دراسة تطبيقية على قطاع الخدمات“. أطروحة دكتوراة.

- العنزي، ع. «2020». ”الإتيكيت الوظيفي وتأثيره على الأداء المهني“. مجلة العلوم الإدارية.

- السبيعي، خ. «2019». ”الالتزام التنظيمي وعلاقته بالرضا الوظيفي“. مجلة التنمية المهنية.

- الخليل، ف. «2018». ”ثقافة المنظمة ودورها في تعزيز الالتزام التنظيمي“. مجلة الإدارة الحديثة.