آخر تحديث: 16 / 3 / 2025م - 10:17 م

الفيروسات تهاجم.. هل نحن مستعدون للجائحة القادمة؟

جهات الإخبارية

شهدت العقود الأخيرة ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الفيروسات التي تصيب الإنسان، مما يطرح تحديات صحية عالمية كبيرة.

وأكدت مراجعة حديثة نشرتها مجلة علم الفيروسات على تنوع الفيروسات البشرية المتزايد وخطورة هذه التهديدات الوبائية، مسلطة الضوء على ضرورة اتخاذ استراتيجيات وقائية فعالة للحد من المخاطر الناشئة.

وكشفت الدراسة عن ارتفاع حالات الإصابة بفيروس حمى الضنك بنسبة هائلة بلغت 1200% خلال العقدين الماضيين. هذا المرض الذي ينتقل عن طريق البعوض، ارتفع عدد الحالات المبلغ عنها من نصف مليون حالة عام 2000 إلى 6,5 مليون حالة في عام 2023، مع تقديرات تشير إلى أن العدد الفعلي للإصابات قد يصل إلى 400 مليون حالة سنويًا.

التحليلات الميتاجينومية تكشف غموض الفيروسات الجديدة

ساهمت التحليلات الميتاجينومية في اكتشاف العديد من الفيروسات الجديدة، إلا أن قدرتها على إحداث الأمراض لا تزال قيد الدراسة.

وتشكل قدرة الفيروسات على التكيف تحديًا كبيرًا يزيد من خطورة التهديدات الصحية. وتُعد فيروسات مثل حمى الضنك، زيكا، وكورونا «SARS-CoV-2» دليلاً واضحًا على ضرورة مراعاة التغيرات المناخية، العولمة، والتعدي على الموائل الطبيعية في وضع خطط الاستعداد لمواجهة تفشي الأمراض.

التحور يزيد من صعوبة السيطرة

وأظهرت بعض الفيروسات مثل الإيبولا وSARS-CoV-2 قدرة مقلقة على التحور، مما يجعل السيطرة عليها أكثر صعوبة. كما أن فيروسات أخرى مثل الإنفلونزا وسلالات SARS-CoV-2 التي تسببت في جوائح متعددة تُبرز تأثير التحول المستضدي على انتشار الفيروس.

الأوبئة.. آثارها تتجاوز الصحة

ولا تقتصر آثار الأوبئة على الصحة العامة فحسب، بل تمتد لتشمل عواقب اقتصادية واجتماعية وخيمة. فعلى سبيل المثال، تؤثر الأمراض المنقولة بالنواقل مثل حمى الضنك والحمى الصفراء على قطاع السياحة والتجارة في المناطق المتضررة. كما أظهرت جائحة كوفيد-19 هشاشة البنية التحتية للخدمات الصحية وعواقب سلاسل التوريد العالمية.

الوقاية.. درعنا في مواجهة التهديدات

وللحد من التهديدات الفيروسية المستقبلية، تُعد استراتيجيات الوقاية مثل التطعيم، مكافحة ناقلات الأمراض، وممارسات الصحة العامة أهم الركائز الأساسية. وقد نجحت حملات التحصين في القضاء على بعض الأمراض الفيروسية مثل الجدري، لكن لا يزال هناك فجوات كبيرة في تغطية التحصين في بعض المناطق.

وفيما يتعلق بالفيروسات المنقولة بالنواقل، تُظهر تدابير مكافحة ناقلات الأمراض مثل مكافحة تكاثر البعوض أو نشر البعوض المعدل وراثيًا نتائج واعدة في الحد من انتشار الفيروسات.