ليلة البراءة
دَرَجَ المسلمون على إحياء ليلة النصف من شهر شعبان والاحتفال بها سلفًا وخَلَفًا، ومن شتى المذاهب الإسلامية الكريمة مستندين في ذلك على الأحاديث الكثيرة الواردة في ترغيب إحياء هذه الليلة، وصوم نهار يوم النصف من شعبان.
كنت أظن قبل سفري إلى الجمهورية الهندية لإكمال دراستي الجامعية أن إحياء هذه الليلة «ليلة الناصفة كما يطلق عليها بالدارجة في مملكة البحرين وبعض دول الخليج العربي» يقتصر على الشيعة الإمامية؛ نظرًا لاعتقادهم بولادة الإمام الثاني عشر الحجة بن الحسن المهدي في هذه الليلة «عام 255 هجرية» أي قبل أكثر من ألف عام.
حيث رأيت المسلمين هناك «من مختلف المذاهب» يتوجهون إلى المقابر لزيارة ذويهم والدعاء لهم بالمغفرة، وإشعال الشموع مرتدين ملابسهم الجديدة.
كما يقوم البعض بتوزيع الحلويات، والأطعمة والمشروبات في مشهد يشبه إلى حد كبير الاحتفالات التي تحييها قرى ومدن البحرين في هذه الليلة.
يطلق على هذه الليلة في الهند اسم Shab -e- Barat، وكلمة شَب «ذات أصول فارسية تعني: الليلة»، أما براءت فهي مقتبسة من الكلمة العربية براءة، والسر وراء هذه التسمية اعتقاد المحتفلين أن هذه الليلة مقدسة بسبب نجاة سفينة النبي نوح، وأنها ليلة يقدر فيها الرزق والخير وتغفر فيها الذنوب.
الجميل أن الاحتفال بهذه الليلة يمتد أيضًا إلى دول أخرى كباكستان وبنغلاديش وبعض دول جنوب آسيا، ومصر، وأيضًا في أذربيجان وطاجيكستان وغيرها.
الأجمل برأيي أن نجتمع جميعًا في هذه المناسبات، ونرفع أكفّنا إلى السماء داعين أن يشرح الله بكرمه وقدرته الصدور الحرجة، ويضمّد القلوب المجروحة، ويحمي الساعين للخير والمحبة.