آخر تحديث: 16 / 3 / 2025م - 11:10 م

تجويع السرطان.. أمل جديد لمرضى الأورام

جهات الإخبارية

ابتكر فريق بحثي في جامعة كاليفورنيا سان فرانسيسكو تقنيةً غير مسبوقة تعتمد على ”تجويع“ الأورام السرطانية حتى الموت.

وتستند هذه التقنية المُبتكرة إلى فكرة جريئة، وهي تخليق خلايا دهنية مُعدّلة وراثيًا تلتهم بشراهة نفس المغذيات التي تحتاجها الأورام الخبيثة للنمو والبقاء، مما يُفضي في النهاية إلى القضاء عليها.

استلهم الباحثون هذه الفكرة من عمليات شفط الدهون، حيث لاحظوا أن الخلايا الدهنية المُزالة من الجسم يُمكن إعادة زراعتها في مناطق أخرى.

وباستخدام تقنية ”كريسبر“ ”CRISPR“ الثورية للتعديل الجيني، تمكّن الفريق من تحويل الخلايا الدهنية البيضاء التقليدية إلى خلايا ”بيج“ فائقة القدرة على حرق السعرات الحرارية.

هذه الخلايا المُعدّلة، وبعد زرعها بالقرب من الأورام، أظهرت قدرةً مذهلة على استهلاك المغذيات بسرعة فائقة، مما يحرم الخلايا السرطانية من مصدر غذائها الحيوي. والمُدهش أن هذه التقنية أثبتت فعاليتها حتى عند زرع الخلايا الدهنية بعيدًا عن الورم!

يُعلق البروفيسور ناديف أهيتوف، قائد الفريق البحثي، على هذا الإنجاز قائلًا: ”إن سهولة تعديل هذه الخلايا الدهنية في المختبر وإعادة زرعها في الجسم تجعلها منصةً علاجيةً واعدةً للغاية، ليس فقط في مجال علاج السرطان، بل في مجالات علاجية أخرى“.

ويُضيف أن الدراسات أثبتت نجاح الخلايا ”البيج“ في القضاء على أنواع مختلفة من السرطان، بما في ذلك سرطان الثدي والقولون والبنكرياس.

وفي خطوة متقدمة، قام الباحثون بتخليق عضويات دهنية مُصغّرة لتقييم فعاليتها في مكافحة السرطان داخل أجسام الفئران. وكانت النتائج مُبهرة بكل المقاييس، فقد تم القضاء على الأورام تمامًا بعد أن استنفدت الخلايا الدهنية المُعدّلة جميع المغذيات المتاحة.

ويُؤكد أهيتوف أن هذه الخلايا تتصرف ”بشكل مثالي“ عند إعادة زرعها في الجسم، فهي لا تحيد عن موقعها المُستهدف ولا تثير أي ردود فعل سلبية من الجهاز المناعي.