آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 4:46 م

فقد الأحبة: المرحوم الشاب فاضل آل حيان

حسين الدخيل *

الفقد هو أحد أصعب التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان في حياته. عندما نفقد شخصًا عزيزًا علينا، سواء كان صديقًا، أو قريبًا، أو حتى شريك حياة، يتغير عالمنا تمامًا. يصبح الصمت أكثر ألمًا، والذكريات أكثر حضورًا، وتصبح الحياة بعدها مليئة بالفراغ الذي لا يمكن ملؤه. لكن رغم الألم، فإن فقد الأحبة يعلّمنا أيضًا العديد من الدروس القيمة حول الحياة والوجود.

عند فقدان أحد الأحبة، يشعر الإنسان وكأن جزءًا من نفسه قد رحل. يكون الحزن ثقيلًا، ويصعب أحيانًا التعبير عن مشاعر الألم. يتراوح الشعور بين الصدمة والحزن العميق، وقد يرافقه الشعور بالوحدة والتشويش. الفقد يترك أثرًا عميقًا في القلب، وقد يستمر هذا الأثر طويلًا، فالحياة من دون الأحبة تصبح قاحلة، كل زاوية في المكان تذكرك بهم، وكل لحظة تمر تكاد تكون أكثر مرارة.

رغم غيابهم الجسدي، تبقى الذكريات من أحببتهم حية في القلب. تبقى تلك اللحظات الجميلة التي شاركتها معهم، والكلمات الطيبة التي قالوها، والابتسامات التي لا تُنسى. هذه الذكريات تصبح ملاذًا في الأوقات الصعبة، وتساعد على تخفيف الألم رغم عدم القدرة على استرجاعهم.

من خلال الذكريات، يشعر الشخص بأن الحبيب لا يزال حيًا في روحه، وأنه في مكان ما، لا يزال يشع بالحب والدعم الذي كان يقدمه. وربما يكون هذا ما يجعل الفقد أكثر احتمالية؛ لأننا ندرك أن تلك الروح الجميلة التي فقدناها قد تركت فينا بصمة لا تمحى.

إن التعامل مع الفقد لا يكون سهلًا، ولكن مع مرور الوقت، قد نتعلم كيف نعيش مع هذا الألم. من الطرق التي قد تساعد في التخفيف من وطأة الفقد:

بدلًا من التركيز على الحزن، نحاول أن نتذكر اللحظات الجميلة التي قضيناها معهم. هذا قد يساعدنا على تخفيف الألم ويجعلنا نشعر بالامتنان لتلك اللحظات التي مررنا بها.

وفقدنا يوم الخميس الموافق 6 فبراير 2025 م الشاب الطيب الخير المؤمن صاحب الخصال الطيبة والسجايا الكريمة فاضل حسين عبدالله آل حيان.

كان المرحوم فاضل حسين آل حيان خلوق هادئ الطباع صاحب واجب وشيمة وفزعة خادم لأهل البيت .

وكان بيننا تلك الليلة ليلة الخميس وهي العادة الأسبوعية في مأتم آل حيان

ويخدم في المأتم كعادته الأسبوعية، وبعد الانتهاء من القراءة يجلس مع الشباب بضحكته وسوالفه وحديثه الشيق الجميل معهم.

صاحب أخلاق وخلق عظيم، كان بارا بوالديه وأهله وأقربائه، محبوباً من الجميع، متفانيا خادما محبا لخدمة أهل البيت في محرم والعادات الأسبوعية التي تقام في منزلهم، ومنزل جيرانهم، ودار حديثا بينه وبين أحد الأصدقاء في ليلة الخميس وهي آخر ليلة له بأن يترك التدخين للأبد.

وصباح يوم الخميس تركنا وترك التدخين للأبد ووفى بوعده.

تسرعت يا أبا محمد بالرحيل وتركت محبوك يبكون عليك بحرقة قلب وألم خصوصا أباك وأمك الذي لم يندمل جراحهم حتى الآن من فقدانهم أخاك محمد.. الذي صادف وفاته أيضا يوم الخميس.

ولكن لا اعتراض على أمر الله وحكمته، وكلنا راحلون من هذه الدنيا الفانية، ويبقى الأثر الطيب للإنسان، وأنت باق بذكرك الطيب في قلوب محبيك.

رحمهم الله جميعا وساعد الله قلوب والديهم وأهليهم وذويهم.

ونعزي أنفسنا وعائلتي آل حيان وال فرحان الكرام بهذا المصاب الأليم.

وعلى الرغم من أن الفقد قد يبدو غير قابل للتحمل في البداية، إلا أن الحياة سوف تستمر، والفقد لا يعني نهاية الحياة والعالم فهو إنذار وتذكير لنا بمراجعة حساباتنا وأن نصفي ونطهر ما بقلوبنا من الأمراض الحقد والكره والحسد والخصام، وإن الحياة فانية ونحن ضيوف بها ونجلس من الغفلة.

وأن نعيش اللحظات الجميلة التي نعيشها مع من نحبهم. الفقد يعلمنا أيضًا قيمة الحياة وأهمية تقدير من حولنا، لأنه لا أحد يعلم متى ستنتهي الرحلة، ونودع من نحب للأبد.