الثاني من فبراير اليوم العالمي للأراضي الرطبة
خلال النصف الثاني من القرن الماضي تحديدًا من عام 1970 إلى عام 2020 ميلادي لاحظ الباحثون أن أكثر من 40% من مناطق الأراضي الرطبة في العالم تم تدميرها أو تحويلها إلى ”استخدامات أخرى“، بهذه العبارة التي تنذر بالخطر الذي يهدد بخسارة نظام بيئي غاية في الأهمية كافية لإطلاق معاهدة حماية الأراضي الرطبة المعروفة باتفاقية «رامسار»، والتي وقع عليها العديد من دول العالم حيث اتخذت من يوم 2 فبراير من كل عام يومًا عالميًا للتوعية بأهمية الحفاظ على هذا النظام من التدمير.
ويمكن تعريف الأراضي الرطبة بشكل عام أو كما يصفها البعض: بالمناطق الرطبة كتسمية أكثر شمولية وهي كل وسط تغمره المياه كليًا أو جزئيًا أو به نسبة من الرطوبة طوال العام أو لفترة مؤقتة من العام مثل: المستنقعات، والبحيرات، والأنهار، ومصبات الأنهار وكذلك خزانات المياه الجوفية.
تعتبر هذه المناطق مواطن طبيعية ذات عدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانيّة، كما تلعب دورًا كبير في تنظيم دورة المياه وتقليل خطر الفيضانات. بالإضافة للوقاية من التلوث حيث تعمل على امتصاص الملوثات وتقليل تأثيرها على البيئة، وحسب قائمة ”رامسار“ فقد تم تسجيل أكثر من 6000 موقع للمياه الرطبة كموقع معتمد.
لكن للأسف 15% فقط من هذه الأراضي تمت حمايتها والحفاظ عليها حتى الآن، فغالبية المناطق تتعرض لتهديدات وتدمير وتحويل إلى استخدامات مختلفة كما تتأثر بالملوثات الأرضية والصناعية والتغير المناخي، علمًا أن ما يقدر بنصف التنوع البيولوجي في العالم يعتمد على هذه الأراضي الرطبة و 20% نسبة المياه العذبة العالمية تتواجد في هذه المناطق و 30% من ثاني أكسيد الكربون العالمي الذي يتم امتصاصه بواسطة هذه الأراضي.
ولما لهذه المناطق من أهمية بالنسبة للعالم منذُ انطلاق اتفاقية ”رامسار“ عام 1997، فقد وقع ما يقارب 150 دولة على هذه الاتفاقية، وتم اتخاذ يوم الثاني من شهر فبراير هو اليوم العالمي الذي يحتفل فيه بيوم «الأراضي الرطبة».
ويمثل فرصة لزيادة الوعي بأهمية الأراضي الرطبة وتسليط الضوء على دور المجتمعات المحلية والمنظمات في حمايتها، فيجب على المنظمات العمل على تعزيز واستدامة هذه المناطق والأراضي التي تعتبر موطنًا لعدد كبير من الأنواع النباتية والحيوانيّة وتلعب دورًا حاسمًا في دعم الصحة العامة والبيئية.
وبالنظر إلى جهود مملكتنا نرى أن الجهات المختصة والمراكز ذات العلاقة ضمن رؤية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، اهتمت بتحديد الاستراتيجيات التي تضمن حماية واستدامة هذه الأراضي وتحديد أكثر من 22 موقعًا من المواقع المقترحة، كما تمت دراسة الأحياء والأنظمة البيئية في هذه المناطق وتطبيق الأنظمة واللوائح للحفاظ عليها، كما أطلقت العديد من الفعاليات لعام 2025 تحت شعار «حماية الأرضي الرطبة من أجل مستقبلنا المشترك».