آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

حوادث السير بين قائد المركبة والجوال

عباس سالم

تعد حوادث السير في بلادنا أحد أهم مسببات الوفاة التي تخبرنا بها صحفنا الإلكترونية في كل يوم، وأغلب هذه الحوادث تتم بسبب الإهمال البشري لقواعد السلامة والمرور من قبل بعض السائقين من الجنسين، ومن بعض المشاة الذين يحاولون قطع الطريق من دون الإنتباه للسيارات العابرة.

يبدو أن الثقافة المرورية لدى معظم سائقي المركبات على الطريق هي أكبر الغائبين، بعد أن أصبحت العصبية والعناد وربما الشتيمة أمراً مألوفاً عند بعض قائدي المركبات، بدلاً من التحلي بالأخلاق والإنضباط المروري، وهذه تجلت بشكل واضح عبر سلوكيات متهورة وخطيرة يمارسها الكثير من قائدي المركبات على الطرقات، أخطرها إدمان استخدام الجوال أثناء القيادة والسرعة الزائدة عن الحد المسموح به.

في كل يوم تقع عشرات الحوادث على طرقاتنا منها الحوادث البسيطة التي ينحصر ضررها في المركبات، ومنها الحوادث المأساوية التي تتسبب بأضرار جسيمة يصاب فيها السائقين ومرافقيهم داخل المركبة وربما تكون حالات وفاة بينهم، وقد تطال الحوادث فئة المشاة حيث نسمع بين الحين والآخر عن حالات لحوادث دهس حدثت هنا وهناك راح ضحيتها أطفال وشباب وكبار سن بسبب أخطاء نرتكبها أثناء قيادة السيارة في حق انفسنا وفي حق الآخرين.

عدد السيارات التي تعبر الطريق اليوم تضاعف عشرات المرات والسير على الطرقات لم يكن كما كان، ولا زالت السرعة واللامبالاة تمارس من بعض السائقين الذين يراوغون بين المسارات، غير مبالين بأنظمة الرصد الآلي التي تمنع السرعة والتهور وقطع الإشارات واستخدام الجوال، ولهذا فإن الحوادث المرورية بأنواعها لازالت تطرق أبواب طرقاتنا كل يوم.

فمن هنا ينبغي علينا جميعنا مضاعفة الجهود للتحلي بالصبر والأخلاق أثناء القيادة للحد من حوادث السير، فلا داعي للسرعة الزائدة والعجلة واستخدام الجوال أثناء القيادة على الطريق، فحياتك وحياة الآخرين أهم بكثير من وصولك إلى وجهتك وأنت تقود سيارتك مسرعاً وربما مخالفاً لنظام المرور، وتذكر دائماً أن وصولك المتأخر خيراً لك من عدم الوصول نهائياً، أو من دفع حياة الآخرين للخطر ثمناً لوصولك.

وفي الختام: إن النظام الآلي «ساهر» المزروع في الكثير من الطرقات قد أجبر عقول الكثير من السائقين على احترام القانون والنظام، وقضى على الفوضى المرورية في الكثير من الطرقات، ليتحقق الانضباط المروري أثناء القيادة على الطريق في الوطن الغالي وتقل الحوادث المميتة التي لازالت تطرق أبواب طرقاتنا، بسبب السرعة والإدمان على استخدام الجوال أثناء القيادة.