آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 7:17 ص

السعودية تُكرِّم الإبداع برؤية عالمية «Joy Awards»

دكتورة لمياء عبدالمحسن البراهيم * صحيفة اليوم

لطالما كانت المناسبات الكبرى في مجتمعاتنا وسيلة للتعبير عن المكانة الاجتماعية والوجاهة، اليوم، ارتقى هذا المفهوم من المستوى الشخصي إلى المستوى الوطني، حيث باتت المملكة العربية السعودية تُظهر للعالم مكانتها من خلال تنظيم فعاليات ثقافية وترفيهية عالمية المستوى، يُعد مهرجان «Joy Awards» مثالًا حيًا على ذلك.

«Joy Awards» هو أضخم حفل تكريم للمبدعين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يُقام ضمن فعاليات موسم الرياض بتنظيم من هيئة الترفيه السعودية، هذا الحدث يحتفي بالمبدعين في مجالات الفن والدراما والموسيقى والرياضة، ويجمع نخبة من النجوم المحليين والعالميين على أرض المملكة.

لكن الأمر يتجاوز مجرد تكريم الفنانين؛ إنه استعراض لرؤية المملكة الطموحة التي تسعى إلى تعزيز مكانتها كوجهة عالمية للثقافة والترفيه، وترسيخ حضورها كقوة ناعمة تُسهم في نشر قيم الإبداع والانفتاح والتواصل الحضاري.

لم يكن المهرجان مجرد منصة لتوزيع الجوائز، بل أضاء على جوانب إنسانية عميقة تُبرز قيمة المملكة في ذاكرة الشعوب. خلال الحفل، ألقى المخرج الكوري «جي كي يون» كلمة مؤثرة، قال فيها: أشكر السعودية لأن آباءنا وأمهاتنا استفادوا من العمل فيها خلال عام 1970، حيث وفرت لهم فرصًا وظيفية في وقت كنا نحتاجه.. شكرًا للسعودية.

هذا الامتنان يُبرز جانبًا من تاريخ المملكة كدولة سخّرت مواردها لدعم الآخرين في أوقات الحاجة، واليوم، من خلال رؤية 2030 التي أطلقها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله»، تستثمر المملكة في بناء جسور جديدة من التواصل مع العالم، مستندة إلى إرثها العريق ومستشرفةً مستقبلًا أكثر انفتاحًا.

تنظيم مهرجان بحجم «Joy Awards» يعكس بوضوح أهداف رؤية 2030، التي وضعت الثقافة والترفيه في صميم استراتيجياتها، ومن أبرز هذه الأهداف:

1- تعزيز مكانة السعودية عالميًا، فالمهرجان يُظهر أن المملكة ليست مجرد مركز اقتصادي، بل أيضًا ملتقى عالمي للفنون والثقافة.

2 - القوة الناعمة فالفعالية تُبرز قدرة المملكة على استقطاب نجوم عالميين وتنظيم أحداث تضاهي أرقى المحافل الدولية.

3 - دعم الاقتصاد الوطني: قطاع الترفيه يُسهم بشكل مباشر في تنويع مصادر الدخل، وتحويل المملكة إلى مركز جذب سياحي واقتصادي.

4 - إلهام الأجيال الجديدة: تكريم المواهب الشابة والاحتفاء بالإبداع يحفز الأجيال الصاعدة على الابتكار، ويضع المملكة في طليعة الدول الداعمة للفنون.

قد يتساءل البعض عن جدوى استثمار المملكة في حدث بهذا الحجم. الإجابة تكمن في النتائج التي تحققت على أرض الواقع:

حضور عالمي لافت، حيث استضاف المهرجان أسماء بارزة مما جعله حدثًا عالميًا بكل المقاييس.

تناقلت وسائل الإعلام العالمية تفاصيل الحفل، ما أتاح للمملكة فرصة ذهبية لتقديم نفسها كوجهة ثقافية رائدة.

انعكاسات اقتصادية مباشرة وغير مباشرة منها تنشيط السياحة، إلى تعزيز قطاع الترفيه، وصولًا إلى خلق فرص عمل جديدة للشباب السعودي.

أصبحت الفعاليات الثقافية والترفيهية وسيلة للمملكة لتأكيد مكانتها على المسرح العالمي «Joy Awards» ليس مجرد مهرجان، بل رسالة تعكس طموح المملكة ورغبتها في الارتقاء بعلاقاتها مع العالم.

بفضل قيادة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان «يحفظه الله» ورؤية 2030، وتحفيز ودعم المستشار تركي آل الشيخ، بات قطاع الترفيه شاهدًا على نقلة نوعية غير مسبوقة، إنه ليس ترفًا، بل استثمار استراتيجي يعكس الرفاهية التي أصبحت واقعًا ملموسًا في السعودية.

استشارية طب أسرة
مستشار الجودة وسلامة المرضى
مستشار التخطيط والتميز المؤسسي
كاتبة رأي