محبوب هذا
كلمة بين الحين والآخر نسمعها من هنا وهناك أو ننطقها على لساننا نخص بها أحد الأشخاص لأنه اتصف بها «محبوب» بين الناس والأقارب والأصدقاء بل حتى عند الأشخاص الذين يختلف معهم إلا أنه محبوب بينهم، ما السر في ذلك ولماذا يتميز البعض بهذا الصفة ويمتلك قلوب الناس جمعا وكأن المجتمع أجمع عليه.
هل لأنه صاحب أموال؟
أم أنه صاحب مكانة وظيفية؟
أم أنه من رجالات المجتمع؟
أم أنه مثقف وكاتب وشاعر إلخ.
إذن ما هو السر؟
ربما يمتلك الوجاهة وأنه صاحب أموال ومثقف وكاتب وصاحب مرتبة وظيفية ومتحدث، ولكن ليس هذا السبب في محبة الآخرين له وانجذابهم وارتياحهم وتدفق مشاعرهم نحوه.
ليس هناك سر في ذلك وإنما حقيقة الأمر أنه يمتلك قلبًا متسامحًا مع الجميع وصاحب إنسانية عالية محب ومتسامح ومبتسم، ويحب الخير للجميع، يتعامل بعفوية وطهارة قلب وصدق المعاملة وأمين وكريم مع نفسه قبل غيره، حسن المظهر ويتحدث بلباقة عالية، ويفكر في كلامه قبل نطقه، ولا يجرح أحد، ولا يتعدى على حدود الآخرين وأمين مع ذاته قبل غيره.
يتعامل مع الآخرين بكل حب وشغف وابتسامة بعيدًا كل البعد عن البروتوكولات أو الرسمية، وإن كان يملك ما يملك، دائمًا يجمع بين الناس، دون أن يفرقهم يتعايش مع الجميع باختلاف أعمارهم وفكرهم وثقافاتهم وميولاتهم وتوجهاتهم.
ولذا يطلق عليه «محبوب هذا» بين مجتمع.
إذا تواجد في مكانٍ ما يجلب الطاقة الإيجابية لمن حوله، ويحول كلُ ما هو هم وكدر وغم إلى ابتسامة، ويبعث الأمل بين من يجالسهم ويعاشرهم وكأنه يطبق الآية الكريمة التي خاطب الله فيها نبيه الأكرم محمد ﷺ ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى? خُلُقٍ عَظِيم﴾ .
هذا هو الدستور السماوي والدين المحمدي وأخلاق آل رسول الله ﷺ.