في ذكرى المرحوم صالح عبدالله محمد المدن
مرت علينا في 11 جمادى الثاني الماضي، ذكرى رحيل المرحوم الحاج صالح عبدالله محمد المدن، أبو إبراهيم، تغمده الله بواسع رحمته، أُسطر ههنا في أسطر موجزة، بعضًا من سيرته.
هو الحاج صالح بن عبدالله بن محمد بن أحمد بن الشيخ مَدَن بن الشيخ حسن بن الشيخ سعيد بن الشيخ عبدالله بن الشيخ ناصر - مؤلف كتاب بشرى المذنبين وإنذار الصديقين - بن المرحوم الأسعد الشيخ محمد الجارودي، ولد سنة 1343 هـ بقرية الجارودية، ووالدته هي المرحومة السيدة شريفة بنت حسين بن هاشم آل علي، نشأ الحاج صالح في بيئة ريفية تنتقل للسكن بالبستان في الصيف وتسكن البيت في الشتاء في نفس بيت والده الحالي، الذي كان يُقام فيه مجلس «حجي عبدالله» والده، وهو مجلس أسبوعي يجتمع فيه عدد من أهل الجارودية، ووالده مزارع كحال أغلب سكان قرية الجارودية وقد استأجر والده عدة بساتين بسيحة الجارودية منها: البَدْع والطَّنَازَة - ومكانه الآن في العمائر الممتدة غربي مقبرة الجارودية - والسَّلَّامِيَّة الذي استأجرته عائلته لأكثر من سبعين سنة.
عمل الحاج صالح بأرامكو بدايةً من سنة 1370 هـ في العناية بالزرع، لحين تقاعده المبكر في عام 1975 م تقريبًا، ثم استأجر بستانًا بسيحة الجارودية إلى جانب بستان السلامية المذكور آنفًا وهو المْرَبَّعَة، استأجره وعمل في إعماره مع أخيه الحاج علي الذي يكبره بحوالي ثلاث سنوات، إذ كانا أخوين متحابين يتشاركان في كل شيء كالمال والمعاملة المماثلة لأبنائهما، وظلا في إعمار بستان المربعة لسبع سنوات ثم تركاه واكتفيا بالسلامية.
لم يرث الحاج صالح من أبيه مهنة الزراعة فقط، فقد كان أبوه من حفاري قبور المؤمنين، وورث الحاج صالح مع أخيه علي من أبيهما ذلك العمل الخير، وقد عمل الحاج صالح إلى جانب الحفر في تفصيل الأكفان، وهو تفصيل القماش ذي الثلاث قطع على جسم الميت، إذ يتكون الكفن من القميص والإزار واللفة التي تحيط بالجسد وهذا هو الواجب وقد تُضاف أشياء مستحبة أخرى.
لم يقُد الحاج صالح وأخوه السيارة أبدًا، أما بالنسبة للبلدان التي زارها فقد زار العراق وسوريا وغيرهما، وفي الفترة التي تسبق وفاته - رحمه الله - في 11 جمادى الثانية عام 1438 هـ كان يؤدي العمرة بكثرة مع الحاج يوسف آل مال الله من أعيان العليوات بعنك.
يُضيف الملا حسين المعلم عن المرحوم الحاج صالح قائلًا: كان الحاج صالح مقيمًا للأذان بمساجد قرية الجارودية، وخاصة مسجد حْمَيْد، وكان أحد المؤذنين المعروفين بصوته الجهوري، ومحافظًا على صلاة الجمعة والجماعة، ومحافظًا على إقامة مجالس عزاء الإمام الحسين في مجلس بيته العامر حيث تعاقب مجموعة من الخطباء على الخدمة فيه لسنوات طويلة ومن أبرزهم المرحوم الملا حسن المدن، كما كان يَفِدُ جميع أفراد العائلة والجيران وأهالي القرية لهذا المجلس، كما تشرف الملا حسين المعلم بخدمة الخطابة في المجلس لبضع سنوات خلال ليالي شهر رمضان المبارك، ولشدة ولع الحاج صالح وتعلقه بالإمام الحسين لم يتوقف عن المجلس حتى أيام مرضه الأخير - رحمه الله -، كما أنشأ الحاج صالح جيلًا من البررة من صلحاء وأخيار هذه البلدة، حيث ورثوا حب العمل التطوعي وخدمة المجتمع، حيث لا زالوا على هذا النهج المبارك، من خلال العمل في اللجان المجتمعية الرسمية والتطوعية.