آخر تحديث: 15 / 3 / 2025م - 5:22 م

فلوسك لك وأخلاقك لي

عيسى العيد *

لكل إنسان في هذه الحياة قدرات يكتسبها بمرور الوقت، وقد يمتلك البعض مهارات ومواهب متعددة تفتح لهم أبواب النجاح. من بين هذه المهارات القدرة على كسب المال، وهي موهبة يمكن لأي شخص تحقيقها إذا امتلك الهمة والإرادة. فالمال يُعد مكسبًا شخصيًا يستطيع صاحبه التصرف فيه بحرية كاملة، سواء بصرفه على نفسه أو عائلته، أو حتى بإظهاره من خلال نوعية الملابس أو امتلاك المقتنيات الفاخرة، طالما أن ذلك جاء نتيجة جهد وعمل شاق.

لكن، وفي مقابل تحقيق المكاسب المادية، لا بد من التمسك بالأخلاق، فهي ما يحقق التوازن في حياة الإنسان. الأخلاق العالية تظهر في تعامل الفرد مع من حوله، من خلال الابتعاد عن التكبر أو التعالي، والشعور بمعاناة المحتاجين والفقراء. فالأموال تُظهر النعمة التي أنعم الله بها على الإنسان، بينما الأخلاق تُظهر إنسانيته وقيمته الحقيقية في المجتمع.

عندما يجمع الشخص بين النجاح المادي والأخلاق العالية، يصبح شخصية متوازنة وقادرة على التأثير الإيجابي في محيطها. فالمكاسب الشخصية، كالمال والجاه، تعود بالنفع على صاحبها، ولكن الأخلاق تعود بالنفع على الآخرين، وتخلق مجتمعًا أكثر ترابطًا وعدالة.

ما أود التأكيد عليه هو أن الحياة تحتاج دائمًا إلى ميزان عادل. لا يمكن أن نغفل أهمية المال والنجاح، لكن لا يمكن كذلك أن نُهمل الأخلاق. التوازن بينهما هو ما يجعل الحياة أفضل، ويحقق الراحة والسعادة للجميع.