آخر تحديث: 16 / 5 / 2025م - 1:55 ص

”بائعات الشاي“ في الصيف: كفاح من أجل لقمة العيش أم استجداء للتعاطف؟

جهات الإخبارية

شهدت الآونة الأخيرة، انتشار ظاهرة ”بائعات الشاي“ في عدد من الشوارع الرئيسية، وعند مفارق الطرق، اللاتي يقدمن أنواعًا مختلفة من الشاي للمارة. ورغم أن هذه الظاهرة تزداد في فصل الشتاء، إلا أن بعضهن يستمررن في البيع حتى في عز الصيف وتحت أشعة الشمس الحارقة.

أثارت هذه الظاهرة جدلًا واسعًا بين المواطنين والمختصين. فبينما يرى البعض أن بيع الشاي في الشارع يمثل تضحية كبيرة من قبل هؤلاء النساء لتحسين دخل أسرهن المحدودة، يعتبر آخرون أن بيع المواد الغذائية في الشارع أمر غير صحي ومخالف للاشتراطات الصحية والبلدية وخاصة مع بيعه تحت لهيب الشمس.

وقالت بائعة الشاي ”أم أحمد“: أنا أرملة وأعيل أربعة أطفال، وبيع الشاي هو الطريقة الوحيدة التي أتمكن من خلالها من كسب المال بشرف؛ لتأمين احتياجات أطفالي، خاصةً أن فتح محل تجاري يتطلب رأس مال لا تملكه، وأن العمل في الشارع هو الخيار الوحيد المتاح لها ولأمثالها.

وعبرت البائعة ”مريم عبدالرحمن“، عن استيائها من هذه النظرة السلبية لبائعات الشاي، قائلة: نحن لا نستجدي المال، نحن نعمل بجد لكسبه، قد يكون الشاي الذي نقدمه بسيطًا، لكنه يكفينا لنعيش بكرامة.

بدورها، أكد المختصة الأجتماعية فاطمة السعيد، أن هؤلاء النساء يبتغين تحسين دخلهن بشرف، مضيفة: لو كنّ يتمكن من فتح محلات تجارية لبيع الشاي لما ترددن، إلا أن الظروف المادية تضطرهن للعمل في الشارع.

في المقابل، يرى بعض المارة أن بعض بائعات الشاي يستغلن تعاطف الناس للحصول على المال، وقال ”علي الصايغ“: ”أحيانًا أشعر أن الهدف ليس بيع الشاي بقدر ما هو استدرار العطف“، مشيرا إلى ان الشاي الذي يقدمنه ليس ذا جودة، ولكنهن يعتمدن على تعاطف الناس لشرائه.

من جهته، عبّر محمد الصفار - عضو سابق بجمعية خيرية - إن ظاهرة ”بائعات الشاي“ في الشوارع تسلط الضوء على تحديات اقتصادية واجتماعية عميقة تواجهها شريحة من النساء. مشيرة إلى أن هؤلاء النساء، يجدن أنفسهن مضطرات للعمل في ظروف صعبة لتوفير لقمة العيش لأطفالهن وأسرهن.

وقال من الضروري أن ننظر إلى هذه الظاهرة بتعاطف وتفهم. فبدلاً من الحكم عليهن، يجب أن نسعى لفهم الدوافع التي تدفعهن للعمل في الشارع. فهن لا يبحثن عن الصدقة، بل عن فرصة لكسب الرزق بشرف وكرامة.

وأضاف أن دور الجمعيات الخيرية لا يقتصر على تقديم المساعدات المادية فقط، بل يشمل أيضًا تمكين هؤلاء النساء اقتصاديًا. يمكننا تحقيق ذلك من خلال توفير التدريب والتوجيه اللازم لبدء مشاريع صغيرة أو مساعدتهن في الحصول على وظائف لائقة.

وأشار إلى ضرورة معالجة المخاوف المتعلقة بالصحة العامة والنظافة. بالاضافة إلى التعاون مع الجهات المعنية لتوفير بيئة عمل آمنة ونظيفة وصحية لبائعات الشاي، وتوعيتهن بأهمية الالتزام بالمعايير الصحية وإيجاد مكان لهن يقيهم من حرارة الشمس.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 2
1
ابو حيدر
[ القطيف ]: 8 / 8 / 2024م - 1:06 م
كلام الاستاذ محمد الصغار كلام منطقي والله يعزه ؛؛؛؛ وارجوا من البعض الاخر عدم الظن حتى لا يبتلبليهم الله بمثل هذه الحالات ؛؛؛
وانا اقترح فتح مجال لهؤلاء النسوة بوظيفة صانعة شاي وقهوة او مضيفة في المدارس او الجمعيات الاهلية او حتى المؤسسات او الشركات أن امكن بشرط أن لا تعمل هذه التي تم توظيفها في اماكن عامة خاصة او في ظروف قاهرة مثل وقت الظهر او مابعد الساعة العاشىرة صباحا في الصيف ولها الحرية في العمل ليلا ولكن في اماكن غير خطرة مثل التقاطعات المزدحمة !
وحتى لا تكون مرهقة عند دوامها الرسمي !
((وأنا دائما أحب التوضيح والتفصيل حتى اكسب الاجر من الله كاملا وشكرا لكل من اعانه وتعاون .
2
jnain
[ saihat ]: 10 / 8 / 2024م - 3:48 م
أنا أشوفه استجداء للتعاطف
الكل الان يستجدي العواطف مستغلين المرض وغيره
ًوالا بالامكان تغير المكان بدل الجلوس في الشارع والشمس