جدل مجتمعي حول تقليم الأشجار: ضرورة أم تشويه؟

يثير تقليم الأشجار جدلاً واسعاً في المجتمع، بين مؤيد يرى فيه ضرورة للحفاظ على صحة الأشجار وسلامة البيئة المحيطة، ومعارض يعتبره تشويهاً للطبيعة وتدخلاً سلبياً في نمو الأشجار.
وأكد الخبير الزراعي حسن ال جمعان أن تقليم الأشجار عملية حيوية للحفاظ على صحتها وجمالها، ويشير إلى أن ”التقليم السليم يساعد في التخلص من الأفرع الميتة والمريضة، ويحفز نمو الأفرع الجديدة، ويحسن من شكل الشجرة وإنتاجيتها“.
وقال أن التقليم يساهم في تحسين جودة الثمار وزيادة حجمها، بالإضافة إلى تعزيز صحة الأشجار وحمايتها من الأمراض والآفات.
وأضاف: ”التقليم يعتبر عملية أساسية في رعاية الأشجار المثمرة، حيث يساعد في توجيه نموها وتوزيع العناصر الغذائية بشكل أفضل“.
من جهته، شدد المهندس الزراعي عبدالله السيف على أهمية التقليم في الحفاظ على سلامة البيئة المحيطة، ويقول: ”التقليم يمنع الأشجار من النمو بشكل عشوائي والتسبب في أضرار للمباني والأسلاك الكهربائية، كما يساعد في تقليل خطر سقوط الأفرع الكبيرة على المارة“.
ولفت إلى ان ”التقليم يساعد في التحكم في حجم الأشجار وتشكيلها بما يتناسب مع المساحة المتاحة، مما يسهل عملية الرعاية والحصاد“.
على الجانب الآخر، حذرت الناشطة البيئية ماجدة أحمد من الآثار السلبية للتقليم على التنوع البيولوجي، حيث يؤدي إلى تقليل عدد الأنواع النباتية والحيوانية التي تعتمد على الأشجار كمصدر للغذاء والمأوى. مشيرة إلى إن ”التقليم الجائر يمكن أن يسبب خللاً في التوازن البيئي ويؤثر سلباً على النظام البيئي بأكمله“.
واعتبرت تقليم الأشجار ”تدخلاً سلبياً في نمو الأشجار وتشويهًا لجمالها الطبيعي.“ لافتة إلى ان ”الأشجار قادرة على تنظيم نموها بشكل طبيعي، ولا تحتاج إلى تدخل الإنسان“.
وأضافت ”الأشجار تعتمد على أغصانها وأوراقها في عملية التمثيل الضوئي وإنتاج الغذاء، وإزالة جزء كبير منها يمكن أن يؤثر على قدرتها على النمو والبقاء“.
وابدأ محمد التاروتي قلقه من الآثار السلبية لتقليم الأشجار على البيئة، مشيرا إلى ان ”التقليم يقلل من قدرة الأشجار على امتصاص ثاني أكسيد الكربون وإنتاج الأكسجين، كما يؤثر سلباً على الحياة البرية التي تعتمد على الأشجار كمأوى ومصدر للغذاء.“
واقترح تبني مفهوم ”التقليم المستدام“، الذي يهدف إلى تحقيق التوازن بين الحفاظ على صحة الأشجار وتحسين إنتاجيتها من جهة، والحفاظ على التنوع البيولوجي والتوازن البيئي من جهة أخرى.
وأشار إلى انه ”التقليم المستدام يعتمد على أسس علمية مدروسة ويراعي احتياجات كل نوع من الأشجار وظروف البيئة المحيطة بها“.