توزيعات عاشوراء في القطيف: بين الكرم وهدر الطعام

في موسم موسم عاشوراء، تشهد محافظة القطيف انتشاراً لتوزيعات المآتم، المعروفة بـ ”بركة الإمام الحسين“. هذه التوزيعات، التي تتضمن الفواكه، العصائر، والمقتنيات المنزلية، تهدف لتعزيز المشاركة والتكافل بين أفراد المجتمع.
إلا أن هذه العادة تواجه انتقادات بسبب بعض المواد القابلة للتلف، مثل الفطائر والمخبوزات، التي غالباً ما تفسد قبل استهلاكها، خاصة مع كثرة المجالس الحسينية التي يحضرها الأفراد.
يرى البعض في هذه التوزيعات تعبيرًا عن الكرم، لكن آخرين يرونها إسرافًا غير مبرر، خاصة مع وجود بدائل مثل التوزيعات الرمزية والمعلبات. وهذا لا يشمل بأي حال توزيع أكواب الشاي والقهوة والتمر عقب انتهاء كل مجلس، الذي يعتبر أمرا مستحبا ومقبولا عند الجميع.
وأشار محمد الحماد ”60 عاماً“ إلى أن ”التوزيعات الطازجة مثل الفواكه والمخبوزات تخلق جوًا من الكرم، لكنها تسببت في مشكلة لي عندما عدت للمنزل بكميات كبيرة من الأطعمة التي فسدت“.
ولفتت فاطمة المحسن ”32 عاماً“ إلى الحفاظ على التقاليد، لكنها تدعو للتفكير في مدى استفادة الناس منها، وتقترح التركيز على التوزيعات الرمزية والمعلبات لأنها تدوم لفترة أطول ويمكن استهلاكها بشكل تدريجي.
ورحب حسن أبو الرحى ”45 عاماً“ بالتوزيعات، لكنه يدعو لتقليل الكميات والتركيز على الجودة لضمان أن تصل الفائدة إلى الجميع بدون هدر.
في المقابل، وقال علي الناصر 45 عاما: ”أنا أرحب بهذه التوزيعات بمختلف أشك لها لا أواجه أي مشكلة، فأنا أقوم بوضع الأغذية القابلة للتلف في الفريزر وأقوم باستهلاكها مع الوقت“.
وقالت المختصة الاجتماعية خديجة خميس أن توزيعات المآتم تعزز الترابط الاجتماعي، لكنها يجب أن تتوافق مع احتياجات الأفراد ومتطلبات الوقت الراهن.
ودعت إلى إعادة النظر في التوزيعات الغذائية، والتركيز على الأغذية المعلبة وغير المطبوخة ذات القيمة الغذائية العالية. مشيرة إلى توزيعات المآتم جزء من تراثنا، لكن تحسين نوعيتها بما يتلاءم مع احتياجات المجتمع يمكن أن يسهم في تعزيز قيمنا ومبادئنا بشكل أكثر فعالية.
يشار إلى هذا النمط من التوزيعات معني بالحسينيات في محافظة القطيف ولا يشمل المناطق الشيعية الأخرى كالدمام والأحساء والمدينة المنورة، التي قد يكون لديها نمط مغاير من التوزيعات.