آخر تحديث: 14 / 5 / 2025م - 11:41 م

بعد تسجيله موقعا تراثيا.. حي السياسب بالأحساء ”حكاية“ 800 عام في جذور التاريخ

جهات الإخبارية

ابتهج أهالي السياسب بمدينة المبرز بمحافظة الأحساء، بعد أن أعلنت منظمة اليونسكو وهيئة التراث تسجيل حيّهم ضمن سجل التراث العمراني للمملكة، حيث صُنف الحي ضمن فئات المواقع التي تحتضن مبانٍ ذات أهمية عالية.

عراقة الحي

يقول أستاذ فلسفة اللغة العربية وآدابها بجامعة الملك فهد للبترول د. خالد الجريان، أن هناك عدة عوامل ساهمت في تسجيل حي السياسب ضمن المواقع التراثية بالمملكة أبرزها عراقته، فتاريخه يمتد ما بين 700 إلى 800 عام، لا سيما الأسر الضاربة في جذور التاريخ والتي سكنت هذا الحي.

من هم السياسب؟

وأوضح أن قبيلة بني خالد كانت من أوائل من سكنوا ”السياسب“ إضافة إلى بعض الأسر العلمية العريقة مثل أسرة العبد القادر والسعدون والبرّاك.

وبيّن أن المؤرخون شهدوا لهذا الحي بالعراقة والأصالة، منهم المؤرخ اليمني ”ابن جحاف“ الذي سجل في كتابه ”درر نحور الحور العين“ أنه كان للإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بن سعود رجال يقال لهم السياسب عددهم يربو على ثلاث مئة رجل، وكانوا من أشجع وأقوى الرجال وكان يستعين بهم على المدن أو القرى التي لا تُسلم له.

شجاعة وبطولة ووفاء

وتابع ”الجريان“ في حديثه أنه يُروى أنه حينما أراد العودة من العراق مر بقرية اسمها التهيمية، وأراد أن يسلم أهلها له فأبوا واستعصوا، فأرسل لهم السياسب، وأمرهم بدك حصونها فكانوا أهل شجاعة وبطولة وكرم ووفاء ونخوة.

رجال أضاؤوا تاريخ الحي الحديث

ولفت إلى أن حي السياسب خرج منه رجال كثيرون تولوا مناصب عديدة في الدولة، ومنهم على سبيل المثال الوزير الدكتور عبد الرحمن البرّاك الذي شغل منصب وزير الخدمة المدنية وخالد البرّاك وكيل محافظة الأحساء.

وأشار إلى أن من ضمن الأسرة العريقة أسرة ”الدلامي“ والذي خرج منهم رئيس جامعة الملك فيصل الدكتور مهند الدلامي وأخيه الدكتور بدر الدلامي وكيل وزارة النقل، لاسيما أدباء وشعراء نشأوا في هذا الحي العريق.

ما الذي يحتاجه الحي؟

وأكد ”الجريان“ أن الحي يحتاج الآن إلى عدة أمور خاصة بعد تسجيله حيا تراثيا، مثل تسويره وإعادة بنائه وفتح المدارس الشرعية العلمية التي كانت موجودة به من قبل، وترميم البيوت التي تساقطت، لنعيد مجد هذا الحي الأصيل من جديد، فضلا عن إحياء المجالس العلمية والأدبية التي كانت تقام فيه على مر الزمان.

وتطلع ”الجريان“ إلى مزيد من اهتمام وزارة الثقافة وهيئة التراث بباقي أحسياء الأحساء، والتي تمثل عمق التاريخ في المملكة وأصالتها الثقافية والتراثية والعلمية.