«آل يعقوب» فنانة شابة تترجم التراث الخليجي إلى لوحات فنية مبتكرة
عاشت في بيئة محبة للفن واستطاعت تحويل الخيال إلى واقع في إبداع فريد من نوعه.. إنها الرسامة المبدعة أسيل آل يعقوب، التي تميزت بأعمالها الفنية الرائعة وأسلوبها المبتكر.
نشأت آل يعقوب في بيئة فنية محفزة، وبدأت موهبتها في الرسم في سن مبكرة بدعم من والديها.
وتميز أسلوبها الفني بدمج شخصيات متنوعة في لوحاتها الزاهية، مستلهمة من التراث والثقافة الخليجية، بالإضافة إلى متابعتها للفنانين على وسائل التواصل الاجتماعي.
قالت ”أل يعقوب“: إنها بدأت الرسم في سن صغيرة، بتشجيع من أبويها إذ إنهما اكتشفا موهبتها وكان عمرها 4 سنوات وقتئذ، مشيرة إلى أنها منذ نعومة أظافرها وهي تجيد التعبير عن مشاعرها من خلال الفن.
وأضافت أنها انطلقت تعبر عما يجول في خيالاتها بالريشة والألوان لتشارك في موهبتها مع الجمهور في المعارض الفنية وتخالط الفنانين، فكانت نِعم البيئة التي دعمتها في مشوارها الفني.
وأوضحت أن أسلوبها الفني ارتكز على تصوير الشخصيات في مختلف البيئات لتحوِّل العناصر التي تحيط بها في حياتها الفنية إلى لوحات بألوان زاهية، تضيف الملابس والأقمشة إلى الخدمات التي تستخدمها وتوظفها في رسومات إبداعية مبتكرة.
”التراث والثقافة الخليجية“ كانا مصدر إلهام لها في ابتكار أعمال فنية، لا سيما أنها كانت متابعة جيدة لصفحات الفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي، والاخبار والفعاليات الفنية تستقي منها أساليب جديدة وتقنيات مبتكرة تضيفها إلى أعمالها الفنية.
وأكدت أن ”إيجاد أسلوبها الفني“ كان أبرز الصعوبات التي واجتها في رحتها الإبداعية ومسيرتها الفنية، فكانت الممارسة وكثرة التدريب سبيلان استطاعت من خلالهما إحكام قدرتها على التعبير ورسم شخصيات مختلفة بألوان زاهية.
”كل لوحة وراءها قصة“.. فمثلا هذه لوحة أسمتها ”جسار“ وهي تصور شخصية الرجل بالزي السعودي التقليدي أو الزي الخليجي وفي خلفيتها استخدمت أحد أبرز أنواع الزخارف في المنطقة الشرقية، وهي خلفية قماشية مستوحاة من الزخارف النباتية على أزياء النساء.
ثمة لوحة أخرى تخرج فيها الرسامة ”أسيل“ عن المألوف لتحاكي خلالها الثقافة الخليجية وتصور منظرًا عفويًا بين أختين، مع الحفاظ على الزي الخليجي ”عباية الراس والبرقع والجلابية“ وتقف فيها البنتين ممسكتان بسلة من الخوص.
تشير ”أسيل“ إلى لوحة ثالثة عنوانها بنفسج ولومي، موضحة أن ”بنفسج“ هي البنت واسمها مستوحى من زهرة البنفسج واللون البنفسجي و”لومي“ هو العصفور واسمه مستوحى من الليمون الأخضر.
من جهة أخرى، كشفت ”الرّسامة المبدعة“ أن رسالتها هي أن الفنانين والمتلقين ينظرون للأمور بطريقة إبداعية وخارجة عن المألوف، لافتة إلى أنها تحرص على استخدام الألوان الزاهية، وقد تكون غير مماثلة للواقع لكنها تبسطها وتحولها إلى منظورها الإبداعي المختلف.
وأشارت إلى أن بدايتها في الساحة الفنية قوية حيث إنها دخلت مع الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، وكان آخر معرض شاركت فيه اخر المعارض اللي شاركت فيها معرض ”جزء من“ بنسخته الثالثة، وكان مقامًا في جامعة الأميرة نورة، وكان متخصصا في عرض اعمال فنانات الطباعة الفنية والتصوير الضوئي.
وتابعت أن أي فنان قد يعرض للنقد سواء كان إيجابيا أو سلبيا ولكن يجب على الفنان يحول الكلام السلبي لشيء إيجابي يدفعه إلى تطوير نفسه وأسلوبه.
ووجهت ”أسيل“ رسالة للشباب وهي أن الممارسة في الفن مهمة لتطوير الذات والأسلوب، ناصحة الفنانين بأن يفتحوا لأنفسهم طرائق الفن ولا يقتصرون على مدرسة فنية واحدة، لا سيما أن التدريب والتجربة شيئان مهمان أيضًا لتطوير المهارات الفنية.
وعن أقرب الأعمال لقلبها، هو لوحة بعنوان العائلة والتي شاركت بها في معرض ”جزء من“، حيث تناولها عملها الفني موضوع العائلة واحتوى على بصمة لوالها وولدتها في العمل، فولتها فنانة بالخياطة وقد شاركت بخياطة جزء من العمل، واستخدمت جزء من شماغ والدها في اللوحة أيضًا.