يوم التأسيس.. استذكار تضحيات رجال الدولة السعودية في «ديوانية الأطباء»

أكد كل من عضو مجلس الشورى فضل البوعينين، ورئيس شركة ”أرامكو“ السعودية الأسبق عبدالله جمعة، وعضو مجلس الشورى السابق كوثر الأربش، أن الاحتفاء ب ”يوم التأسيس“ يمثل قوة دافعة للحفاظ على مكتسبات هذه الأرض، بعمقها الحضاري، وفلسفتها السياسية، وموقظًا للذاكرة الوطنية بمفاهيمها المختلفة تجاه النظرة إلى الذات والأرض.
وأشاروا، خلال لقاء ديوانية الأطباء في لقائها رقم 86 الذي حمل عنوان ”الاحتفاء بيوم التأسيس“، إلى أهمية استذكار تضحيات رجال الدولة السعودية في مراحلها الثلاث لبناء دولة عصرية منافسة.
وشددوا على أهمية الحفاظ على المكتسبات واستكمال البناء والنماء لتكون المملكة دوما في مصاف الدول العريقة والمتقدمة، مشيرين إلى الجهود الكبرى التي بذلها الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - الذي تولى إمارة الدرعية عام 1139ه/ 1727م، في تأسيس الدولة السعودية الأولى والذي أخذ على عاتقه العمل على تحويل الدرعية البلدة النجدية إلى مركز استقرار لجميع البلدات النجدية، وتحرير منطقة نجد من الفوضى السياسية والجهل.
وقالوا: إن الحكاية كُتبت، ونُقشت أمجاد الأبطال، وبُنيت دعائم الدولة واليوم نحتفي بها ونفرح بيوم التأسيس، واستحضروا عبارات خالدة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان: ”لدينا عمق تاريخي مهم جدًا موغل في القدم، ويتلاقى مع الكثير من الحضارات“، لذلك اليوم نرى احتفالات شبابنا وبناتنا مرتبط بهذا العمق التاريخي.
واستحضر عبدالله جمعة، ترجمة توجيه الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل - طيب الله ثراه - موحد هذه البلاد، عندما تضرر العمال السعوديين إبان أعمال مراحل التنقيب الأولى للنفط وكان يصرف لهم الرواتب بالروبية الهندية من عمليات الصرف ”يا صالح إسلام روح للشركة وقلهم يقول لكم عبدالعزيز انكم جيتوا هنا لخدمة هولاء المواطنين ويحتاجون معاشاتهم كاملة ادفعوا رواتبهم بالريال أو بالقرش أو سنأخذ حقهم مضاعف“.
وتابع: هذا يؤكد قوة تلاحم هذه القيادة مع الشعب، كذلك استذكر مقولة وزير الطاقة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الخالدة والتي نستذكرها في يوم التأسيس "السعودية لم تؤسس بتوقيع قرار من الأمم المتحدة ولم تعطى لنا بعد إزالة احتلال بل أسسناها نحن بأنفسنا ولأنفسنا.
وتحدث عبدالله جمعة، عن دور شركة ”أرامكو“ في تطور المنطقة الشرقية، التي كانت تعتمد على الغوص والزراعة حتى اكتشاف ”بئر رقم 7 بئر أم الخير“ في عام 1938م، وتصدير أول شحنة بترول في العام 1939م.
وبيّن أن المملكة لا تعاني من مركب نقص ضد الأجنبي، لذلك دائمًا ما تقدم لهم الشكر نظير ما قدّموه من خبرات بعد أن تم تحويل الشركة إلى سعودية 100% في العام 1988م، وتناول أكبر التحديات التي واجهت الشركة ابان حرب الخليج الأولى والثانية واسما تلك المرحلة "بالبجعة السوداء.
وتناول فضل البوعينين، مفاهيم تأسيس الدولة السعودية في مراحلها الثلاث، وتناول العديد من المزايا الاقتصادية للدولة الجديدة والطاقة المتجددة والتحول الوطني وبرامج الرؤية والميزانيات التريليونية للدولة وكيف تضاعفت خلال فترة قصيرة.
وسلّط الضوء على دور برامج الرؤية في استثمار رأس المال البشري، وخلق الوظائف للجنسين ”برامج تطوير القدرات البشرية“، ومنها العمل على تدريب 500 ألف موظف على رأس العمل والتوسع في الأكاديميات والكليات المهنية والابتعاث الخارجي، وتوطين الوظائف وبرامج السعودة، وخلق مزيد من الوظائف في القطاع الخاص.
بدورها، أكدت كوثر الأربش، أن يوم التأسيس سردية عظيمة تحكي قصة أمجاد، ومسيرة فخر واعتزاز وكفاح، تمتد لما يربو على ثلاثة قرون، مضيفةً: استذكار هذا اليوم والاحتفاء به هو اعتزاز بالجذور وعراقة التاريخ وعظمة الحاضر.
وقالت: إن من أهم القرارات التي تصب في مصلحة المرأة السعودية هو قانون الأحوال الشخصية الذي جاء ضمن أهم خمسة أنظمة تم تطويرها، مشيرةً إلى ارتفاع معدل مشاركة المرأة إلى 33% في سوق العمل منذ إطلاق رؤية المملكة 2030 وانخفض معها معدل البطالة من 13,2% إلى 8,2% والمستهدف 7%، والمحت إلى اللحمة الوطنية وتناقلها بين عدة هويات منذ بواكير عمرها إلا أن الهوية الوطنية تبقى الأهم.