أخصائية تحدد 5 أنواع لـ «النرجسية».. و8 نصائح لمواجهتها

أرجعت الأخصائية الاجتماعية يارا مختار، تسمية الشخصية النرجسية بهذا الاسم، إلى الأسطورة اليونانية ”نرسيسوس أو نرجس“، الذي وقع في حب انعكاس صورته، واعتبره حينها نوعًا من أنواع اضطرابات الشخصية.
وأوضحت أن النرجسية هي إحدى اضطرابات الشخصية، التي يتبع فيها الشخص نمط حياة أناني، يضع فيها احتياجات الذات فوق احتياجات الآخرين، ويتوق إلى اهتمام وإعجاب الآخرين به، والسيطرة عليهم، وعدم التعاطف معهم، والتلاعب بهم للحصول على ما يريده.
وحددت عدة أنواع لاضطرابات الشخصية النرجسية، ومنها النرجسية العلنية أو الصريحة، إذ يركز الشخص في هذا النوع على المكانة، والثروة، والقوة، ويعتقد بأنه يستحق معاملة خاصة عن الآخرين، كما أنه حساس تجاه النقد.
وأشارت إلى النرجسية الخفية، الأقل وضوحًا من العلنية، وفيها يشعر الشخص بأهمية ذاته ويتوق إلى إعجاب الآخرين به، وقد تظهر عليه سلوكيات لوم الآخرين، أو التشهير، أو التلاعب للحصول على ما يريد.
وذكرت أنه في النرجسية المعادية، يولي هؤلاء الأشخاص اهتمامهم للظهور في القمة دائمًا، وقد يستغلون الأشخاص للوصول إلى أهدافهم، بل عادة ما يقللون من شأن الآخرين
وأكملت: يتسم المصاب بالنرجسية الطائفية، بسمات التضحية من أجل الآخرين، ولكن بدافع الظهور ونيل الإعجاب فقط، وليس لمساعدة الآخرين، فقد يتصدر هؤلاء الأشخاص القضايا الاجتماعية كقادة حركة أو فكرة ما، ويرون أنفسهم أناسًا متعاطفين ويهمهم أمر الآخرين.
وحذرت من النرجسية الخبيثة، وهي أكثر الأنواع خطورة، فبالإضافة إلى الصفات العامة للنرجسي يعاني الشخص في هذه الحالة من سمات مرتبطة باضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، مثل جنون الارتياب، وافتقار التعاطف، وسمات السادية.
وقالت: إن خطورة النرجسية تكمن في أن المصابين بهذا الاضطراب عادة لا يبحثون عن العلاج، لعدم إدراكهم بأن ما يمرون به من مشاكل هي نتاج سلوكياتهم، بل قد يلقون اللوم على الآخرين، كما أنهم لا يقبلون النقد، ما يجعل من الصعب على الآخرين توجيههم للعلاج.
ولفتت إلى أنه غالبًا ما يتم تشخيص هذا الاضطراب في البالغين وليس في مرحلة الطفولة أو المراهقة، فبالرغم من احتمالية ظهور علامات مبكرة للنرجسية على المراهقين، إلا أن الطفل أو المراهق لايزال في مرحلة تطور الشخصية ونضجها، فلا يمكن الحكم بشكل قطعي على استمرار هذه السلوكيات.
وذكرت أن التعامل مع الشخص النرجسي يتطلب الكثير من المهارات العاطفية المختلفة والأكثر تطورًا؛ حيث إن وجود شخص نرجسي في حياة الشخص قد تكون أمرًا محبطًا أو صعبًا عاطفيًا.
وأوضحت أنه يجب التعامل مع النرجسيين من خلال تثقيف النفس حول اضطراب النرجسية، وفهم نقاط القوة أو الضعف عند الشخص النرجسي، وكيف يمكنه التعامل معها بشكل أفضل.
وأكدت ضرورة تحديد نوع النرجسي، فهناك النرجسي المتكبر والضعيف، والذي يكون سلبيًا، وله احترام منخفض لذاته، وشخص انطوائي والنرجسي المتكبر والواثق، حيث يسعى للحصول على الاهتمام، ويكون منفتحًا.
وللتعامل مع النرجسي حسب النوع، أشارت إلى ضرورة تقديم الطمأنينة للنرجسي الضعيف، ومحاولة السيطرة على عواطفه، ومنح دور رئيسي واهتمام كافي للنرجسي المتكبر، إضافةً إلى الهدوء، فمهما حاول النرجسي أن يستفز الشخص، وانتقاده، أو محاولة تشكيكه بنفسه، لا يجب الاستجابة له.
ولفتت إلى أهمية وضع حدود واضحة وثابتة عند التعامل مع النرجَسي، وتوضيح التصرفات والسلوكيات المقبولة، والمرفوضة، والإصرار على هذه الحدود دون التفاوض حولها أو التنازل عنها، وتعزيز الثقة بالنفس، فغالبًا ما يحاول الشخص النرجسي أن يقلل من ثقة الأشخاص الآخرين بنفسهم، وذلك حتى يزيد من ثقته بنفسه، لذا عند التعامل معه يجب تعزيز الثقة بالنفس حتى لا يؤثر عليها، وذلك من خلال الآتي:
وشددت على ضرورة الحديث الذاتي الإيجابي، ومسامحة النفس على الأخطاء، والتواجد مع أشخاص داعمين، والدفاع عن النفس، ومعاملة النفس بلطف أو احترام، مشيرةً إلى أهمية الانخراط في علاقات صحية، فعند وجود علاقة مع شخص نرجسي يجب الانخراط في الكثير من العلاقات الصحية المتنوعة في حياته، سواء كان من أفراد العائلة، أو الأصدقاء، أو زملاء العمل؛ تساعد العلاقات الصحية الشخص في الحصول على الدعم العاطفي.
وأشارت إلى أهمية المرونة، وقد يكون التعامل مع النرجَسي أمرًا ضروريًا ويحتاج للقليل من المرونة النفسية في التعامل، وذلك في المواقف التي يضطر بها الشخص للتعامل مع مدير العمل أو صاحب سلطة، وتكون المرونة على هيئة المسايرة أو المجاراة قدر الإمكان.
واتابعت: لا يجب دائمًا التمسك في الشخص النرجسي، والبحث عن حلول له، أو مساعدته ودعمه، أحيانًا يمكن ببساطة الرحيل أو الابتعاد، ناصحةً بالتوقف عن التعامل مع شخص نرجسي أو الابتعاد عنه في عدة حالات، منها التعرّض للإذلال أو الإهانة من الشخص النرجسي، والتعرّض لتهديدات أو الصراخ منه، وسماع الكلام المهين أو الشتائم، ومواجهة الكثير من الاتهامات الكاذبة، والشعور بأن النرجسي يُحاول تملك الشخص والسيطرة عليه، والإحساس بالتقليل من المشاعر والاحتياجات الخاصة، والآراء.