آخر تحديث: 6 / 5 / 2025م - 2:28 م

كيف تؤثِّر المواد الحافظة في الأطعمة على صحة الأمعاء؟

جهات الإخبارية

كشفت دراسة أمريكية حديثة أن مادة حافظة شائعة الاستخدام في العديد من الأطعمة، قد يكون لها تأثير سلبي على ميكروبيوم الأمعاء، مما قد يهدد التوازن الصحي للجهاز الهضمي.

وتوصلت الدراسة، التي نُشرت في دورية الجمعية الكيميائية الأمريكية، إلى أن مادة ”النيسين“ المستخدمة على نطاق واسع في حفظ الأطعمة مثل الجبن والنقانق والصلصات، قد تؤثر على البكتيريا المفيدة في الأمعاء.

وأوضح الباحثون أن ميكروبيوم الأمعاء هو مجتمع معقد من البكتيريا التي تعيش في أمعائنا، ويقدر عدده ب 100 تريليون بكتيريا، أي أكثر من عدد الخلايا في الجسم. ويلعب هذا المجتمع دورًا محورياً في صحة الإنسان من خلال مساعدته في هضم الطعام، وامتصاص العناصر الغذائية، وتنظيم جهاز المناعة، والوقاية من أمراض مثل السمنة وأمراض القلب والسكري والسرطان.

وتستخدم المواد الحافظة في الأغذية لمنع تلوثها وتلفها، لكن بعضها قد يكون له تأثيرات جانبية على صحة الإنسان.

وخلال الدراسة، درس الباحثون تأثير ”النيسين“ على ميكروبيوم الأمعاء، ووجدوا أنه يؤثر على توازن هذا المجتمع من خلال قتل مسببات الأمراض والبكتيريا المفيدة على حدّ سواء.

وحذر الباحثون من أن قتل عدد كبير من البكتيريا المفيدة بشكل عشوائي بواسطة المواد الحافظة قد يؤدي إلى استبدالها ببكتيريا ضارة، مما قد يؤثر سلبًا على صحة الأمعاء.

وأكد الدكتور جيري تشانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة من جامعة شيكاغو، على أن ”النيسين“ قد يكون فعالاً في منع تلوث الغذاء، لكنه قد يكون له أيضًا تأثير كبير على ميكروبات الأمعاء البشرية.

وأضاف تشانغ أن الدراسة هي واحدة من أولى الدراسات التي تُظهر تأثير هذه المادة على ميكروبيوم الأمعاء، وأن هناك حاجة إلى مزيد من البحث لتحديد كيفية مواجهة هذا التأثير السلبي مع الاستفادة من خصائصها المضادة للميكروبات في الأطعمة.

وتُسلط هذه الدراسة الضوء على التأثيرات المحتملة للمواد الحافظة على صحة الإنسان، وتُشير إلى الحاجة إلى مزيد من البحث لتحديد المواد الحافظة الآمنة والاستخدام الأمثل لها.

كما تُشير الدراسة إلى أهمية ميكروبيوم الأمعاء لصحة الإنسان، وتُشجع على اتباع نظام غذائي صحي غني بالألياف لدعم صحة هذا المجتمع من البكتيريا.