آخر تحديث: 5 / 5 / 2025م - 10:40 م

المبتكر آل مبارك: العقول هي الطاقة الحقيقية للتقدم والازدهار

جهات الإخبارية

استضاف الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف، المحاضر المهندس سعيد آل مبارك، الحاصل على براءة اختراع في شركة أرامكو، والخبير في علوم الطاقة، وذلك في دردشة اقتصادية على حسابه في منصة انستقرام، وتحدثا عن موضوع الطاقة والإبداع الفكري.

أرض مضيئة وأرض مظلمة

في مستهل حديثه، قال آل مبارك: ”كيف تبدو الأرض في الليل؟ تظهر بها أجزاء مضيئة، وأجزاء مظلمة، وذلك دليل على وجود الطاقة والعمل فيها، وكذلك كيف تبدو الأرض مضيئة في الأجزاء التي تخصص ميزانيات أكثر على العلم والأبحاث أكثر من غيرها، وكيف يبدو جزء من الأرض مضيئًا عندما يحقق الشعب دخلًا سنويًا أكثر من غيره.“

وأضاف: ”وهذا يدل على أن العلاقة بين وجود الطاقة ووجود الموارد الطبيعية هي علاقة عكسية، فالدول الغنية بالطاقة هي أكثر إنفاقًا على العنصر البشري، وهي الأعلى كذلك في تسجيلات براءة الاختراع، وتطوير الكفاءات والعقول، والبرامج التعليمية والفكرية.“

العامل الأهم

وأكد آل مبارك أن العامل الأهم والأساسي في التطوير، هو تطوير العقول، ففي دولة ذات ثروات غنية أو فقيرة، يمكن تحويل قطعة حديد خام تساوي دولارات قليلة، إلى شيء يساوي عشرات الدولارات، أو شيء آخر قد يساوي آلاف الدولارات، أي أن التطوير في النهاية هو تطوير الإنتاج الفكري.

اقتصاد المعرفة

وتحدث آل مبارك عن حقوق الملكية الفكرية، واقتصاد المعرفة، وأن الفكرة التي تطرح اختراعًا، يمكن بيعها وشرائها ماديًا، موضحًا أنه بالرغم من ذلك، فإن الفكرة الأساسية تبقى في عقل المخترع نفسه، فتكون بذلك قابلة للتنفيذ بصورة أخرى.

وتابع: ”على النقيض، بعض الأفكار تبقى في العقول دون وجود قابلية للتنفيذ، مستشهدًا بذلك من كتاب“ مت فارغًا ”للكاتب“ توم هنري ”، الذي يتحدث عن وجود الكثير من الأفكار المثمرة والبناءة ولكن أصحابها لم يسعهم الوقت لتنفيذها أو طرحها قبل وفاتهم، وأن الأفضل للإنسان طرح أفكاره أيًا كانت، فقد تسفر ذات يوم عن اختراع هائل.“

نموذج كوريا

وضرب آل مبارك مثلا حيًا عن دولتي مصر وكوريا، وكيف كانتا منذ نصف قرن وأين هما الآن، وأن مصر كانت ذات تفوق كبير عن كوريا، إلا أن كوريا استغلت وعملت على تطوير العقول وتنمية الأفكار، فصارت على ما صارت عليه الآن، وباتباع سياسة التنمية والتطوير أصبحت كوريا في تقدم مزدهر واضح عن مصر.

وأكد أن من العوامل المؤثرة في ذلك التغيير هي التقنيات، وكيفية طرق العمل، والعلوم والثقافة والموهبة، والقائد والرؤية.

دعوة للأسرة

من جهته، دعا الدكتور ماهر آل سيف، الأسر، إلى تنمية أبنائهم، وتطوير قدراتهم، وعدم كبتهم وقمعهم داخل فكرة معينة، مشيرًا إلى أن العلوم في تطوير مستمر وكذلك الأشخاص، فلا يعملوا على جعل أبنائهم نسخة مصغرة منهم وأن كذلك لكل شخص موهبته وإمكانياته الخاصة التي يستطيع تطويرها والعمل عليها.

وأكد أن الظلم الذي يقع على الأبناء هو مساواتهم ببعضهم في العقول حيث أن لكل فرد عقليته المميزة عن الآخر.

في ختام حديثه، شدد آل مبارك على أهمية تطوير العقول وتنمية الأفكار، باعتبارهما العامل الأهم والأساسي في الرقي والتقدم، مشددًا على ضرورة الاهتمام بالأجيال القادمة وتطوير قدراتهم وإمكانياتهم.