مختصان: «فرط النوم» يؤثر سلبًا على الحياة.. و6 خطوات للعلاج

حذر مختصان في طب وبحوث النوم، من تأثير ”الهيبرسومنيا“، الذي يُعرف بفرط النوم، والذي من الممكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية والأداء الوظيفي، باعتباره أحد الأعراض التي تصيب النوم.
وأوضح كل من استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور عمر قصي قنبر الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أنه عندما يصيب فرط النوم حياة الإنسان، يبدأ الفرد بمواجهة تحديات ومسؤوليات كبيرة يوميًا، فالنعاس المفرط خلال النهار يمكن أن يعرض حياة الشخص اليومية للخطر ويؤثر سلبًا على صحته العامة وجودة حياته.
وأوضحا أن فرط النوم ليس فقط مجرد شعور بالتعب، بل هو عرض يتسم بالنعاس المفرط حتى بعد النوم الكافي ليلاً، مما يؤدي إلى صعوبة البقاء مستيقظًا والرغبة المستمرة في القيلولة والحاجة المفرطة للنوم في مكان وزمان غير مناسبين.
وأضافا أنه من الممكن أن تكون هناك أسباب متنوعة لفرط النوم، منها مشاكل صحية مثل بعض اضطرابات النوم الأخرى، كانقطاع التنفس أثناء النوم، أو بعض المشاكل النفسية كالقلق والاكتئاب، وأيضا من الممكن أن يرجع سببه إلى السمنة المفرطة ومشاكل الغدة الدرقية، بل وحتى المشاكل العصبية كالصرع والشلل والإصابات بالرأس، كما يعزى بعضه إلى أسباب غامضة ومجهولة.
وتابعا أن أحد الأشكال الشائعة لهذا العرض، هو فرط النوم مجهول السبب، حيث يحدث النعاس المفرط دون سبب واضح، ويعتبر هذا النوع من فرط النوم مزمنًا ويمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة اليومية، فتأثيرات فرط النوم لا تقتصر فقط على النعاس، بل يمكن أن تؤثر أيضًا على الوظائف الإدراكية والمزاج، ما يؤثر على الأداء في العمل والعلاقات الشخصية، إذ يشكل فرط النوم خطرًا حقيقيًا للأشخاص الذين يقومون بأعمال تتطلب اليقظة والتركيز، كما يمكن أن يؤدي إلى حوادث خطيرة في بعض الحالات.
وأشارا إلى أن تشخيص فرط النوم غالبًا ما يتطلب تحليلًا طبيًا دقيقًا من قبل طبيب النوم، بدءًا بالتاريخ المرضي وأنماط النوم ووصولا إلى دراسات وفحوص النوم، بالإضافة إلى تحاليل عامة لاستبعاد أي أسباب عضوية لفرط النوم، وكل ذلك بهدف تحديد السبب الرئيسي وتوجيه العلاج بشكل فعال. حيث يعتمد علاج فرط النوم على المسبب الأساسي له.
وقالا: إن أهم طرق علاج تشمل تعديل أسلوب الحياة وتحسين عادات النوم وجدولة الغفوات خلال اليوم، وممارسة الرياضة والنشاط البدني، وكل ذلك من الممكن أن يكون له تأثير إيجابي.
ولفتا إلى ما يسمى بالعلاج المعرفي السلوكي، الذي أثبت فعالية، فضلاً عن العلاج الدوائي في بعض الحالات التي تستدعي، متابعين: للحد من انتشار هذا العارض يجب رفع مستوى الوعي حول فرط النوم، فالكثيرون قد يعانون منه بصمت دون أن يدركوا أن لديهم حالة قابلة للتشخيص والعلاج، لذلك من الواجب الوصول للمساعدة الطبية إذا كان الفرد يشعر بأعراض فرط النوم أو إذا كان يعرف شخصًا أحد من أفراد الأسرة أو الأقارب يعاني منها.
وأكدا أن فرط النوم ليس مجرد تحدي يومي، بل يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الحياة، فمن خلال فهم أسبابه وتشخيصه والعلاج المناسب، يمكن للأفراد المتأثرين تحسين نوعية حياتهم، كما يعتبر نشر الوعي حول هذا العارض وتعزيز التثقيف الصحي جزءً أساسياً في مواجهة تحديات الهيبرسومنيا وتحسين الصحة العامة.