اقتصادي: حملات المقاطعة تبدأ من الأشخاص.. والفقر نتيجة حتمية للإسراف

أكد الخبير المالي والاقتصادي الدكتور ماهر آل سيف، أن الأفعال التي يريد الفرد من الآخرين التوقف عنها عليه التوقف عنها هو أولًا، مبينًا أن العلاقات دائمًا تكون مقرونة بالتصرفات، ولذا فإن كل الأفعال مبنية على هذا المبدأ.
وقال آل سيف، خلال دردشة خاصة على حسابه بمنصة ”إنستغرام“، إن ما يواجهه الفرد من تصرفات غير مرغوبة من الآخرين، سيقابلها تلقائيًا بمثلها، وهذا شعور فطري لا إرادي، من منطلق ”امتنعوا لأمتنع“.
وضرب مثالًا بشخص في البقالة، سأله أحد المشترين ”لماذا تبيع السجائر وهي مضرة للناس؟“، فأجابه ”اجعلهم يمتنعون عن الشراء لأمتنع عن البيع“.
وأشار آل سيف إلى الظروف الحالية التي تمر بها البلاد الآن، في ظل حملات المقاطعة القائمة في معظم دول العالم، وأن هناك من يناشدون الدولة التوقف عن استيراد المنتجات المندرجة تحت بند المقاطعة.
وأوضح أن عملية شراء تلك المنتجات هي قائمة على الأشخاص العاديين وليست على الدولة، فإذا توقف الناس عن شرائها، ستتوقف الدولة بدورها عن استيرادها بشكل تلقائي، وأن عملية المقاطعة تلك لا تنشأ من الدولة بل من المجتمع.
وذكر أن بعض الناس بدأوا باتباع منهج الاستغناء عن تلك المنتجات بمنتجات أخرى، وهذا يعد سبيلاً للتغيير المطلوب ويتمثل بالقول ”إن توقفتم عن الدعم توقفنا عن المقاطعة“.
وأضاف آل سيف: ”الأمر كذلك فيما يخص العقوبات القانونية المسنّة من قبل الدولة، محذرًا من خطورة العبث والتهور علي الإنترنت، وذلك عن طريق التغريدات التي تُنشر علي مواقع التواصل فتؤدي بهم إلى طرق غير مرغوبة ومحاكمتهم قانونيًا لارتكابهم جرائم نشر الأخبار الكاذبة أو التشهير أو السياسية أو التغريدات التي تضر بالمجتمع والوطن، وأن السبيل الوحيد للابتعاد عن تلك العقوبات هو الابتعاد عن نشر تلك التغريدات وغيرها“.
وبيّن أن العلاقات دائمًا تكون مقرونة بالتصرفات، ولذا فإن كل الأفعال مبنية على هذا المبدأ، وهو الامتناع عن الشيء الذي تريد من الآخرين الامتناع عنه.
وتحدث آل السيف عن بعض الأمور الاقتصادية، وذكر مثالين، الأول هو النتيجة المردودة لرائد العمل الذي يتبنى فكرة الكسل، معتقدًا أن باستطاعة العمّال القيام بعمله، فينقلب في النهاية خاسرًا لإهماله عن أداء عمله، والآخر أن من الطرق المجدية للابتعاد عن الفقر، هو عدم الإسراف والتبذير في أمور لا تعود على صاحبها بالنفع.
وأكد أن سلوك طريق الإنفاق غير المدروس والمحكم، وعدم إدارة المال بشكل صحيح، يجعل منك شخصًا فقيرًا مع مرور الوقت، وأن عدم المحاولة لاستثمار الأموال في المكان الصحيح لن يكون هنالك مأمن من الفقر تلجئ إليه.
وأكمل: ”اتباعك لهذا المنهج هو ما سيجعل من ذريتك كذلك عالة علي الجمعيات الخيرية التي ستنفق بدورها عليهم لكونهم أصبحوا فقراء بسبب النهج الذي تبنته في الإنفاق المبتذل“.