«البدر الأخير» لـ 2023 يزين السماء الليلة

قال رئيس الجمعية الفلكيّة في محافظة جدة المهندس ماجد أبو زاهرة: أن سماء الوطن العربي تشهد اليوم الثلاثاء 26 ديسمبر القمر البدر الأخير هذا العام 2023، والذي سيكون مشاهدًا طوال الليل.
وأوضح أن مسار القمر البدر عبر السماء هذه الليلة سيحاكي موقع شمس يونيو حيث سيشرق من الأفق الشرقي الشمال الشرقي مع غروب الشمس.
وأضاف: أما شمال الدائرة القطبية الشمالية سيلعب القمر البدر دور شمس منتصف الليل في يونيو، حيث يبقى يدور حول السماء، ويحدث العكس في خطوط العرض الجنوبية البعيدة حيث يظل القمر البدر حت الأفق مثل الشمس في يونيو تمامًا.
وبيّن أنه سيلاحظ بأن القمر حجمه الظاهري سيكون كبيرًا أثناء شروقه عندما يكون بالقرب من الأفق، ومن الممكن أن يكون لونه برتقالياً ولكن بعد ارتفاعه في السماء يعود حجمه الصغير، وهذا مجرد وهم بصري يحدث في منتصف كل شهر قمري.
وذكر أن اللون البرتقالي الذي يمكن أن يظهر به القمر أثناء شروقه فهو بسبب الغلاف الجوي لكوكبنا حيث تعمل مكوناته على بعثرة الضوء الأبيض المنعكس عن القمر بحيث تتشتت ألوان الطيف الأزرق ذات الطول الموجي القصير، وتبقى ألوان الطيف الأحمر ذات الطول الموجي الطويل التي تصل إلى أعيننا، وهو نفس السبب الذي يجعلنا نرى الشمس الغاربة بلون ضارب للحمرة.
يتبع ذلك وصول القمر إلى أعلى نقطة في السماء عند منتصف الليل، وسيغرب بالأفق الغربي الشمال الغربي مع شروق شمس الأربعاء.
وأكمل: بشكل عام يمكن القول بأن القمر بدر طوال الليل، ولكن علمياً نطلق تسمية القمر البدر عند اللحظة التي يكون القمر بزاوية 180 درجة من الشمس، والتي ستحدث صبيحة الأربعاء 27 ديسمبر عند الساعة 03:33 صباحاً بتوقيت مكة «12:33 صباحاً بتوقيت غرينتش» ويكون القمر أكمل نصف مداره حول الأرض هذا الشهر.
وأكد أن هذا التوقيت من الشهر يعتبر مثاليًا لرؤية الفوهات المشعة على سطح القمر من خلال المنظار أو تلسكوب صغير خلافا لبقية التضاريس التي تبدو مسطحة نتيجة لوقوع كامل القمر في نور الشمس تلك الفوهات المشعة عبارة عن رواسب لمواد عاكسة ساطعة تمتد من مركز الفوهات نحو الخارج لمئات الكيلومترات، ويعتقد بأن تلك الفوهات حديثة التكوين وتعتبر فوهة ”تيخو“ أكثر الفوهات إشعاعا.
واختتم: خلال الليالي المقبلة سيشرق القمر متأخراً بحوالي الساعة كل يوم، وبعد بضعة أيام سيكون مشاهداً فقط في سماء الفجر والصباح الباكر، وفي ذلك الوقت يصل إلى مرحلة التربيع الأخير بعد أسبوع من طور البدر.