آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 7:08 م

عسل الجارودية ينعش ذاكرة طلاب القطيف

جهات الإخبارية

نظم نشاط الطلاب في مدرسة عطاء بن أبي رباح المتوسطة بالقطيف رحلة علمية إلى منحل الجارودية يوم الثلاثاء، شارك فيها الطلاب المتفوقون العشرة الأوائل من كل صف في المدرسة، بلغ عددهم نحو ثلاثين طالبًا؛ مكافأةً لهم على حصولهم على مراكز متقدمة على أقرانهم.

وكان في استقبال الطلاب الذين اصطحبهم معلِّم العلوم رمضان المرزوق، النَّحالُ بسَّام المدن، وسط مزرعته الكائنة في بلدة الجارودية في محافظة القطيف، مقدِّمًا لهم عينة من عسل السدر من إنتاج المنحل.

وأعدَّ النَّحَّال ناصر المير مادة علمية وفيرة قدمها للطلاب بأسلوب سلس ورشيق مستخدمًا إستراتيجية العصف الذهني لإثارة ما لدى الطلاب من مخزون معرفي في عالم ”مملكة النحل“.

وشرح المير العناصر التي يحتويها العسل وتبرز فيه خاصية العلاج، وهي مضادات البكتيريا ومضادات الأكسدة والفيروسات، كذلك المعادن والفيتامينات ”مصدرها رحيق الأزهار“ والأحماض ”أكثر من 20 نوعًا“ والأنزيمات التي تفرزها معدة النحل. كل ذلك يجعل من العسل شفاء للناس.

واستطرد المير في حديثه فذكر أن للنحلة معدتين ”لا معدة واحدة“. وأن الطائفة تتكون من الملكة والعاملة والذَّكَر الذي يقتصر دوره على تلقيح الملكة، وهو يعتمد في كل شيء على ما تنتجه العاملات.

وتحدث عن ملكة النحل ودورها الرئيسي ومهامها من وضع البيض بمعدل قد يصل في الظروف الطبيعية وتوفر حبوب اللقاح والعسل إلى 2500 - 3000 بيضة في اليوم الواحد، وهي التي توجِّه، وهي التي تُعطي صفاتها الوراثية إلى الطائفة كاملةً.

وعن دور العاملات تحدث المير عن تعدُّد أدوارها بين النحل الحاضن وأدواره داخل الخلية، والنحل السارح.

وذكر أن خلية النحل ”الطائفة“ تتكون من الصندوق والإطارات وفتحة السروح للنحل والتي تؤمِّن التهوية للخلية أيضًا، مشيرًا إلى أن هواء الخلية نقي أكثر من أي هواء آخر.

وعدَّد منتجات الخلية المتنوعة وتشمل العسل والشَّهد، والعكبر ”وهو أقوى مضاد حيوي طبيعي“، وسم النحل، وغذاء الملكة، والشمع.

وذكر المير مراحل تكوُّن العسل التي تبدأ من امتصاص النحلة السارحة للرحيق على صورة سائل رطب وتعطيه إلى نحلة أخرى داخل الخلية، ثم تخزنه في معدتها مدة تصل إلى 25 دقيقة لتعالجه، ثم تخرجه وتضعه في العين السداسية، وتقوم بضبط الرطوبة لتخفف من رطوبة السائل إلى أن تتفاعل الأنزيمات فيه، ويتحول إلى عسل، وحينها تُغلق النحلةُ العينَ السُّداسية.

وأرجع اختلاف لون العسل ورائحته ومذاقه إلى مصدره وهو الزهرة التي تمتص النحلةُ رحيقَها، وأفضل طرق تخزين العسل هو إبعاده عن الضوء والروائح والحرارة، والأخيرة تُفسد العسل، كما أن البسترة تُفقده خواصه.

وتحدث المير عن تبلور العسل وأنها خاصية فيزيائية للأعسال وعلامة جودة للعسل؛ إذ إن أكثر من ثمانين في المئة من الأعسال لديها قابلية التبلور.

ولم يقتصر برنامج هذه الرحلة العلمية على الطرح النظري، بل شمل أيضًا الإطار العملي، فتقمَّص الطلاب دور النَّحَّال فلبسوا لباسه الخاص الذي يقيهم حرارة لسع النحل، ثم طافوا الواحد تلو الآخر على المنحل، حاملين معهم لوح الخلية مقتربين من النحل بعد أن أَمِنوا لسعاتهم، في لحظات بهيجة جامعِين بين المتعة والتعلُّم.