آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 4:30 م

بين استعارة العقل والمنهج العرفاني صالون الصهيل يناقش الدكتور الحرز

جهات الإخبارية

دار نقاش صالون الصهيل الأدبي بالقطيف في أحديته المعتادة مستضيفا الدكتور عبدالعزيز الحرز ما بين المنهج العرفاني وتحليل الخطاب وبين استعارة العقل في لزوميات أبي العلاء المعري وذلك بحضور نخبة من الأدباء والمهتمين.

وقدم اللقاء الشاعر علي الشيخ بحضور نخبة من أدباء المنطقة حيث دار النقاش مع الضيف عبدالعزيز الحرز حول بعض مشاريعه الأدبية والفكرية ومنها: المنهج العرفاني وتحليل الخطاب وأيضا أطروحته للدكتوراة وهي استعارة العقل في لزوميات أبي العلاء المعري

وتخلل أمسية اللقاء مداخلات وتعليقات الشعراء بين معترض ومناهض لدحض فكرة ما، وبين مؤيد ومضيف لفكرة أخرى

تحدث الدكتور بكل موسوعية عن أطروحتيه الماجستير والدكتوراه، والتي حصل عليهما من جامعة الفيصل بالأحساء.

وتركزت المحاور في موضوعين هما: المنهج العرفاني وتحليل الخطاب متناولا التعريف بالمنهج وما هي العرفانية وأبرز المرتكزات الفلسفية للمنهج وكذلك ما الأسس الفلسفية التي قامت عليها العرفانية، وهل قدمت العرفانية تحليلاً جديدًا، وأيضا تُسهم العرفانية في قراءة الخطاب والادب؟.

وجاء المحور الثاني في اللقاء حديثا عن أطروحة الدكتوراة وهي استعارة العقل في لزوميات أبي العلاء المعري، حيث دارت أسئلة كان منها: ماذا تعني باستعارة العقل، والمقاربة العرفانية؟ ولماذا اخترت اللزوميّات دون غيرها؟.

واختصر الحرز الرد بأن بامتياز لزومياتُ أبي العلاء المعري بتصوراتٍ عقلية وفلسفية، حدت بالباحث لاستكناه تلك التصورات التي بَنَتْها «استعارةُ العقل» التصورية في شعره، والبحث في كيفية ارتباط تلك التصورات الاستعارية في المقام الأوّل بالجسد والذهن.

وأضاف: أن الفكر والتصورات - كما تؤكد النظرية العرفانية - هي كياناتٌ مُجسَّدة، والبنيات العصبيّة للذهن هي المسؤولة عن هذا التفكير، وهندسة الشبكات العصبية للذهن تحدد التصورات ونوع التفكير الذي نقوم به. وعلى ذلك فإنّ البراهين المعرفية تؤكد أنْ لا وجود لملكة للعقل مستقلة تماما عن القدرات الجسديّة.

وأكمل: يتَتبَّعُ هذا البحثُ استعارة العقل التصوّرية في ديوان لزوميات أبي العلاء المعري، وتمثلاتها البنيوية والأنطولوجية والاتجاهية، وما يتأتى من تلك الاستعارات من مزج مفهومي، وتجذُّرٍ إبستيميّ، وتأطير معرفيّ، وأفضية ذهنية، من خلال الاستعارة التصورية الكبرى وتناسلاتها، كما يقف هذا البحث أيضًا على حوسبية الذهن الاستدلاليّة للعقل المعرفن لدى المعرّي.

ولفت إلى أن هذا البحث يهدفُ إلى الوقوف على استعارة العقل بصورة مغايرة لما هي عليه في تراثنا العربي، عبر آليات فلسفية حديثة، وفق إجراءات المنهج العرفاني Cognitivism, واختبار الكفاءة الإجرائية لهذا المنهج عبر تأويل النصوص.

وتحدث الشاعر محمد آل قرين لصحيفة ”جهات الإخبارية“ عن شخصية الدكتور الضيف بقوله: شخصية الدكتور عبد العزيز الحرز شخصية علمية رصينة، وقد كان حديثه ومحاضرته الليلة الماضية في صالون صهيل الكلام حديثا عميقا يعكس موسوعيته وفي الوقت نفسه مع كل هذه السعة تجد الكثافه المعلوماتية، فلم يكن يعرض لأطروحة ما بشكل عابر بل كان يقدمها للحضور على طبق من المعرفة والوعي والمنهجية العلمية وبكل موضوعيه وحيادية دون أن يشط أو ينحاز أو ينجر وراء العواطف.

وأكمل آل قرين: ليس مستغربا أن تجد شخصية مثل شخصية الدكتور عبد العزيز بهذا الحجم حيث إنها شخصية لم تاتِ من فراغ بل تشكلت منذ نعومة الأظافر وقتما كان يأوي إلى مكتبة ”جدل“ التي يملكها ابن عمه أبو كفاح الحرز، وهكذا نمت موهبته وازداد شغفه ثم استوت الملكة المعرفية على سوقها واكتملت لديه بعدما التحق بالبكالوريوس في جامعه الملك سعود بالرياض فوجد مكتبتها ذات الطوابق الخمسة والتي لازمها فلم يكن يخرج منها حتى تغلق ابوابها وتطفأ أضواؤها.

وأضاف: وما زال على هذا الحال من النهم والتحصيل حتى حاز درجة الدكتوراه، وها هو مستمر بنشر أبحاثه في المجلات العلمية المحكمة، وحضور المؤتمرات، ويقدم المحاضرات والندوات في المنتديات الأدبية، مسهما في رفعة هذا المجتمع وتثقيفه.

ووصف الأديب رائد الجشي اللقاء بالروعة فقال: الرائع في لقاء الدكتور أنه لم يتحدث عن رسالتيه ومنهجه المتبع فقط بل تحدث عما وراء وبعد هذا العمل وقدم مقارانات بين المناهج العرفانية والتقليدية وسواها ودعمها بأمثلة وشواهد وحاول تقريب الفكرة ما أمكن قدم محاضرة شهية مستساغة ولكنها تثير العطش للبحث والتحقيق والمقارنة.

ولفت الجشي إلى أن ملاحظاته ونقده على المنهج وأمانته في النقل تفضح بعض أهمية أطروحاته واشتغاله الأدبي وتثير شهية العطش لا للتعرف على نتاجه الثري فقط ولكن لمحاولة دراسة منهجه والاستفادة من ملاحظاته على المنهج العرفاني والمناهج النقدية الفلسفية الحديثة، كانت جلسة ممتعة بقدر ما بها من لذة معرفية وأريحية ترابية.

وتحدث الأستاذ والشاعر يحيى العبد اللطيف بشهادة رائعة عن تجربة الدكتور الحرز من ها إلى أن الحرز شخصية أكاديمية مملؤة بالجد والوعي الثقافي، قائلا وجدته سندا وعينا لا ينضب.

وشهدت الأمسية حضورا بارزا لأدباء ومثقفي المنطقة وكان منهم: رائد الجشي، محمد أبوعبد الله، فريد النمر، الشيخ علي الفرج، فؤاد الجشي، فوزي الدهان، محمد شيف، حسين دهيم، علي الحرز، محمد آل عمير، موسى الثنيان، حسن حمادة، سلمان العيد، عبد العطيم الضامن، سعيد ارهين، بدر الشبيب، محمد الحميدي، رمزي الشيخ، أحمد الماجد، حسين الحرز، علي الشيخ وآخرون

يذكر أن الدكتور عبد العزيز الحرز من مواليد بلدة أم الحمام بالقطيف 1398 هجرية وحاصل على بكالوريوس لغة عربية - مسار النقد - مع مرتبة الشرف - في جامعة الملك سعودب الرياض1420هجرية، وكان قد نال تكريما بوسام المعلم المتميز بمكتب التعليم بالقطيف 1442 هجرية ودرجة الماجستير في اللغة العربية - أدب ونقد - بتقدير امتياز في جامعة الملك فيصل بالأحساء 1436هجرية، كما حصل على درجة الدكتوراه في اللغة العربية - أدب ونقد وبلاغة - في جامعة الفيصل بالأحساء 1442 هجرية.

وصدر للضيف عدة إصدارات أثرت المكتبة العربية وهي: شعرية الإنزياح في شعر الصافي البلنسي - دار ملامح -2021- الإمارات، استعارة العقل في لزوميات أبي العلاء العري. مقاربة عرفاني - دار تكوين - جدة، كما كتب عدة مقالات منها: سيميائية علامة الماء في قصيدة «صلاة الحسين» للشاعر الراحل سعيد الشبيب رحمه الله - مجلة الموقف الأدبي - سوريا 2014، حجاجية الاستعارة في ديوان «معي رقصة تشبهك» مجلة الموقف الأدبي - سوريا - 2017، شعرية الإيقاع البلاغي في مقامات بديع الزمان الهمداني - مجلة البيان - الكويت 2020، الاستعارة التصورية للحب في شعر مجنون ليلى من منظور عرفاني - مجلة عالم الفكر الكويتي