فجر غدٍ.. احتجاب نادر لمنكب الجوزاء
قال رئيس الجمعية الفلكية في محافظة جدة م. ماجد أبو زاهرة: إن الكرة الأرضية تشهد حدثًا سماويًا نادرًا، غير مشاهد في الوطن العربي، وذلك ضمن مسار ضيق يمتد من المكسيك إلى فلوريدا وجنوب أوروبا وآسيا الوسطى فجر الثلاثاء 12 ديسمبر 2023.
وأشار إلى رصد الكويكب 319 ليونا الموجود في ”حزام الكويكبات الرئيسي“، وهو يمر أمام منكب الجوزاء أحد ألمع النجوم في سماء الليل لمدة تصل إلى 15 ثانية وسيخفت هذا النجم الذي يميز كتف الجوزاء وربما يختفي لفترة وجيزة.
وأضاف: يُعرف هذا الحدث بالاحتجاب ويمكن رؤيته بالعين المجردة على الرغم من أن المنظار والتلسكوبات ستعزز الرؤية إذا كنت في المكان الذي سيشهد هذا الحدث.
وأوضح أن حالات احتجاب النجوم الساطعة مثل منكب الجوزاء بواسطة الكويكبات تُعد نادرة للغاية حيث لا يشهد موقع معين على الأرض سوى حدث واحد كل 20 سنة، نظرًا للحجم الظاهري الصغير للكويكب ليونا ومنكب الجوزاء في السماء لذلك فإن مسار المنطقة التي سيشاهد فيها الحدث ضيقة جداً حوالي 180 كيلومترا فقط..
وأكد حدوث الاحتجاب عند حوالي الساعة 04:15 صباحا بتوقيت مكة ”01:15 صباحا بتوقيت غرينتش“ ومع ذلك يختلف الوقت المحدد بنحو 10 دقائق حسب موقع الراصد، علمًا بأن الأوقات التي تنشرها المواقع الإلكترونية تقريبية حيث يتم تحسين مدار الكويكب ليونًا باستمرار وقد تختلف الأوقات الفعلية بعدة دقائق مقارنة بتلك المنشورة لذلك على الراصد التواجد والبدء في الرصد قبل الأوقات المذكورة للتأكد من عدم تفويت الحدث القصير.
وتابع: نظرًا لأن الحدث يستمر لبضع ثوان فيمكن تشبيهه بغمزه سريعه لمنكب الجوزاء، ومن السهل رؤية النجم منكب الجوزاء بالعين المجردة إلا أن الكويكب ليونا سيكون خافتًا للغاية حوالي «+14»، ما يتطلب تلسكوبًا كبيرًا لرؤيته حيث سيبدو كجسم خافت يشبه النجوم ولكن في المجمل رؤية الكويكب ليونا نفسها ليست ضرورية فالأساس هو الخفوت الاحتجاب المؤقت لمنكب الجوزاء.
وأكمل: علميًا، فإن هذا الحدث سيساعد العلماء على فهم الكويكب ليونا ومنكب الجوزاء بشكل أفضل وعلى الرغم من أن العلماء فهموا شكل ليونا وحجمه بشكل أفضل في سبتمبر 2023، بعد أن عبر هذا الكويكب امام نجما خافتاً، إلا أنه لا يُعرف سوى القليل عن هذا الكويكب.
وأكد أن أرصاد احتجاب النجم ستساعد منكب الجوزاء على تحديد شكل الكويكب ليونا وحجمها وحركتها، بناء على كيفية حجب ضوء منكب الجوزا ويأمل العلماء أيضا في الحصول على فهم افضل لسطح منكب الجوزاء وخاصة خلايا الحمل الحراري الكبيرة والمتموجة التي تسبب بقعا مضيئة على سطحه حيث يمكن لهذه الخلايا أن تصمد لأشهر في كل مرة ويمكن أن تتفوق على النجم بأكمله وهو ما يختلف تماما عن سطح الشمس.
واستطرد: ربما خلال ال 100,000 سنة المقبلة، سينفجر منكب الجوزاء في شكل مستعر أعظم «سوبرنوفا» والذي سيكون مرئيا كنقطة ضوء ساطعة حتى في وضح النهار لعدة أشهر وبعد ذلك بعد سيتم فقدان كتف الجوزاء إلى الأبد.
