الاختصاصي آل مريط يحذر: ”تعددت المخدرات والموت واحد“

تصدى مركز سنا للإرشاد الأسري، التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، لمشكلة تعاطي المخدرات بتنظيم محاضرة تثقيفية توعوية، استضاف فيها الاختصاصي النفسي الإكلينكي خالد آل مريط، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي.
وقال الاختصاصي آل مريط في مستهل محاضراته ”تعددت المخدرات والموت واحد“، منبهًا بأن الموت هو النتيجة الحتمية للمتعاطي، إذا لم يتخذ القرار باتباع الطرق الوقائية، والإقلاع عنها، والعلاج من الإدمان.
وحذر الحضور من السماح للمروجين بخداعهم، والوقوع في وحل المخدرات القاتل، الذي يدمر المتعاطي، ويؤثر حتمًا على حياته الأسرية والعملية، والاجتماعية والأمنية، ويكون مصدر خطر ورفض من جميع المحيطين من حوله.
وقدم لمحة موجزة عن تاريخ المخدرات، وتطور صناعتها منذ عدة قرون، وكيف تناقلتها الأجيال إلى أن وصلت إلى الجزيرة العربية، على اختلاف أنواعها، ومنها المثبطات، والمنشطات، والمنومات، والمهدئات، وكذلك مادة الشبو، وجميعها لها ضرر من التجربة الأولى، توصل الشخص إلى النشوة التي تُعد سرابًا حقيقيًا.
ووصف الإدمان بالمعركة التي يخوضها المدمن مع نفسه، بما يحمله من قلق، هلاوس، أفكار ذهانية، والهلاوس والضلالات، التي توقعه في رعب حقيقي من رجال المكافحة، كونه يتعامل مع المخدر على أنه حق من حقوقه وعند فقدها يصل مرحلة انهيار القدرات العضوية، والنفسية، والعقلية.
وأشار إلى الأسباب التي تقود الشخص لتعاطي المخدرات، ومنها ضعف الشخصية، وشعوره بالقلق، وقد يكون رغبة منه في المحاكاة والتقليد مع وجود متعاطين في العائلة والمحيط الاجتماعي، وجود خبرات حزينة مثل ظروف الفقد أو الفشل في الحياة، كما أنه يتعاطى من أجل الفضول والتجربة، وكذلك بسبب ظروف بيئية ومنزلية.
وذكر عددًا من العلامات السلوكية التي تظهر على المدمن، وهي العزلة الاجتماعية، الارتباك، جحوظ العينين، التلعثم عند الكلام، العصبية الزائدة، انخفاض الوزن، اضطرابات دقات القلب، وقد تكون عنده نوبات الهلع، بالإضافة إلى المظهر الخارجي الذي يظهر بصورة تغير في ملامح الوجه.
وركز على مادة الشبو المخدرة، التي تُعد من المواد المخدرة الحديثة النشطة المفعول على الجسم، كانتشار النار في الهشيم، وتحضر في المختبرات بطرق كيميائية بدون رقابة صحية وعلاجية، ويتكون من مواد سامة، لها تأثر مباشر على الجهاز العصبي المركزي، والصحة الجسمية والنفسية.
وأشار إلى وجود أضرار كبيرة وعنيفة تصدر من المتعاطي تقوده إلى خلافات والتفكك الأسري والقتل مع يعاني من اضطرابات ذهانية وضلالات فكرية.
وتطرق إلى مراحل العلاج التي يدخل فيها المتعاطي، بإشراف فريق علاجي متمكن، مكون من طبيب معالج، وطبيب نفسي، واختصاصي نفسي واجتماعي، وتمريض، ومرشد تعافي الذي يكون صاحب تجربة في التعاطي، يكون وجوده مع الفريق كتجربة واقعية تشجع المتعاطي على الاستمرار في العلاج.
وتحدث عن مراحل العلاج بشكل مفصل، والتي تبدأ من التسجيل والتقييم الحالة في قسم الطوارئ، ثم تأتي مراحل إزالة السموم، ثم مرحلة التأهيل، والرعاية اللاحقة، منوهًا بأن الخطة العلاجية تتضمن عدة برامج من ضمنها برنامجي الماتركس والدافعية، بهدف تغير رغبته اتجاه العلاج وتحفيز على الاستمرارية للتعافي.