آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 1:53 ص

العنف الأسري وإيذاء الأطفال.. آثار مدمرة على حياة النشء

جهات الإخبارية عائشة التركي - الأحساء

العنف ضد الأطفال آفة خطيرة تهدد مستقبل المجتمع، وتشكل خطراً على سلامة ونمو الأطفال، وتؤثر سلباً على صحتهم الجسدية والنفسية والاجتماعية، وتؤدي إلى العديد من المشكلات، مثل: صعوبات التعلم، والسلوكيات العدوانية، والاضطرابات النفسية، والانحراف.

العنف الأسري وإيذاء الأطفال ليستا ظاهرتين جديدتين، بل هما مشكلتان قديمتان تعودان لمئات السنين. وقد انتشرت عبر جميع الأجناس والفئات الاجتماعية والثقافات.

وتنوعت أشكال العنف وأنواع الضحايا، ولذا اتخذت الدول والأنظمة تدابير حاسمة لمكافحة هذه الظاهرتين ومواجهتهما بشكل عاجل.

وفي المملكة، اتخذت الحكومة تدابير صارمة لمنع الإيذاء وحماية الضحايا، ولا سيما الأطفال. وقد صدر نظام الحماية من الإيذاء عام 2014، والذي يتضمن تعريفات واضحة للعنف والإيذاء، وآليات وإجراءات للحماية منهما.

وأوضح الأخصائي الاجتماعي عبد الله البقعاوي أن مرحلة الطفولة مهمة لدى الإنسان، ولها تأثير كبير على حياته وقدراته الجسمية والنفسية والاجتماعية. وفيها يكتسب العادات والمعاير والمهارات الاجتماعية. والعنف باختلاف أشكاله يؤثر تأثيرا مباشرا على نمو هذا الطفل اجتماعيا ونفسيا.

وقال البقعاوي: ”العنف يحجم الطفل أو ينطوي، أو قد يجعله يقدم على العنف نفسه. وقد أثبتت الدراسات أن الأطفال المعنفين يرتكبون الجرائم في الكبر، لأن أساس التنشئة البيئية لديهم يتسم بالعنف“.

وأضاف البقعاوي أن جميع الأطفال يتأثرون بالعنف، ولكن ليس بنفس التأثير. فهناك عوامل أخرى تدخل في هذا التأثير، مثل الاستعداد الوراثي للأمراض النفسية والاجتماعية، والخبرات السابقة، وحجم العنف ونوعه ومدة استمراره.

وأشار البقعاوي إلى أن هناك عدة طرق يمكن من خلالها الوقاية من العنف الأسري وإيذاء الأطفال، منها: التوعية والتوجيه وارشاد الأسر عن أضرار واثار العنف على الأطفال، وتعديل الأفكار اتجاه العنف. توعية المجتمع بشكل عام لوقف العنف بكافة أشكاله. تطبيق القوانين والأنظمة التي تمنع العنف وتحمي الأطفال.

وأوضح البقعاوي أن المؤسسات الحكومية والخاصة في المملكة تقوم بدورها في حماية الأطفال من العنف، ومن أهم هذه المؤسسات: مركز الحماية الأسرية، الذي يتلقى البلاغات عن حالات العنف ويقدم الخدمات اللازمة للضحايا. المستشفيات، التي يوجد بها أخصائيون اجتماعيون ينبهون إلى الحالات التي قد تكون تعرضت للعنف. المؤسسات التعليمية، التي تقوم بتحويل الحالات التي قد تكون تعرضت للعنف إلى الجهات المختصة.

ودعا البقعاوي الجميع إلى التكاتف لمكافحة العنف الأسري وإيذاء الأطفال، من خلال نشر الوعي بهذه المشكلة، ودعم المؤسسات التي تعمل على حمايتهم.