صعوبات التعلم: كيف يتعامل الأهل مع صدمة اكتشافها؟

يحلم كل أب وأم بأن يكون طفلهما طبيعياً متفوقاً في دروسه وسلوكه، ولكن عندما يكتشفان أن طفلهما مصاب بصعوبات التعلم، فإن الصدمة الأولى تكون كبيرة، وقد تتبعها ردود فعل مختلفة، منها الإنكار والغضب والحزن وعدم التقبل، وقد يصل الأمر إلى اهمال الطفل أو رفضه.
تقول أخصائية صعوبات التعلم نوف الغانم: ”إن ردود الفعل التي يصدرها الآباء بعد اكتشافهم أن طفلهم مصاب بصعوبات التعلم تختلف من أسرة إلى أخرى، وتعتمد على تفهم الأسرة للمشكلة وتقبلها لها، فبعض الأسر تكون متعاونّة مع الطفل وتسعى لمساعدته، بينما ترفض بعض الأسر الأخرى المشكلة وتحاول تجاهلها، مما يؤثر سلباً على الطفل“.
وتضيف الغانم: ”إن الصدمة والغضب والحزن التي يشعر بها الآباء بعد اكتشافهم أن طفلهم مصاب بصعوبات التعلم هي ردود فعل طبيعية، ولكن من المهم أن يتجاوزوا هذه المرحلة ويتقبلوا المشكلة، وأن يحرصوا على مساعدة الطفل على تجاوزها أيضاً“.
تؤكد أخصائية صعوبات التعلم نوف الغانم على أهمية التدخل المبكر في علاج صعوبات التعلم، قائلة: ”كلما تم الكشف عن صعوبات التعلم في وقت مبكر، كلما كانت عملية العلاج أكثر فعالية، وذلك لأن الإعاقة تكون في بدايتها، وقد لا يكون لها تأثير كبير على الطفل في هذه المرحلة“.
وأضافت الغانم: ”يمكن للوالدين مساعدة الطفل في تجاوز صعوبات التعلم من خلال الحرص على متابعة عملية العلاج، وممارسة التمارين التي يعطيها الطبيب أو الأخصائي، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة للطفل“.
يلعب الأهل دوراً مهماً في نجاح عملية علاج صعوبات التعلم، حيث يمكنهم مساعدة الطفل على النحو التالي:
- متابعة عملية التحسن: من خلال تحسن وتطور المحاكات الأساسية التي على أساسها وضع له برنامج صعوبات التعلم.
- إعطاء الطفل بعض المهام البسيطة: التي تساعده على ممارسة ما تعلمه خلال البرامج التعليمية التي خاضها.
- الحاق الطفل بمدرسة لديها برنامج صعوبات التعلم: لإعانة الطفل على فهم البعض من المواد الدراسية.
- الالتحاق بدورات مخصصة عن التربية الخاصة وصعوبات التعلم: لمعرفة المزيد عن صعوبات التعلم وكيفية التعامل معها.
أشارت أخصائية صعوبات التعلم نوف الغانم إلى أن بعض برامج التغذية قد يكون لها دور فعال في الحد من صعوبات التعلم، وذلك في حالة وجود خلل أو تلف في جزء من الدماغ، حيث تعمل هذه البرامج على تعويض النقص جراء هذا الخلل.
كما أكدت الغانم على أهمية معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطفل، حيث يمكن الاستفادة من نقاط القوة في رفع مستوى نقاط الضعف.
قد يعاني بعض الأطفال من صعوبات التعلم من سلوكيات غير مرغوب فيها، مثل العنف أو العدوانية أو الاندفاع، وهنا تكمن أهمية العلاج السلوكي والاجتماعي في تحسين أداء الطفل.
تساعد القوانين والأنظمة في المنزل على الحفاظ على سلامة العائلة وتعزز بيئة نمو صحية للأطفال، كما تعلمهم الالتزام بالحدود وعدم إيذاء الآخرين.
حذرت الأخصائية الغانم من الإفراط في الحماية للطفل، حيث قد يؤدي ذلك إلى جعله اتكالياً وغير مستقلاً.
وأكدت على أهمية الوسطية في الحماية، مع الحرص على توفير بيئة آمنة للطفل.
وقالت إن صعوبات التعلم ليست نهاية العالم، حيث يمكن للطفل المصاب بهذه الصعوبات أن يحقق نجاحاً في حياته، ولكن الأمر يتطلب مساعدة الأهل والمدرسة والمجتمع.