آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 1:53 ص

الشاعر السنونة يثير الجدل في حوارية ”صهيل الكلام“ بالقطيف

جهات الإخبارية تصوير: حسن الخلف - القطيف

في حوارية صهيل الكلام ال93، التي أقيمت على كورنيش القطيف، أثارت شخصية الشاعر الشاب مهدي بن حسين السنونة الجدل، حيث تحدث عن انعطافة الشباب للكتابة من جانبها المأساوي اليائس، لدرجة وضع أسمائهم الثنائية دون الألقاب، وكأن شعراء الشباب يجنحون للذاتية القصوى.

وأوضح الشاعر السنونة أن ذلك يعود إلى الظروف التي عاشها جيله، حيث ولد وصوت المأساة حوله تتردد عليه صباحًا ومساءً، مليئة بالفوادح والنكبات والحرب، فمن غزو العراق إلى فلسطين، وبعض التباينات في المشهد الحياتي، من صراعات خلقت هذا التوجه اليائس والحزين، ما انعكس على مساحة كبيرة على الكتابة الشعرية بالخصوص، والأدبية بشكل عام.

وافتتحت الجلسة والد الشاعر مهدي الإعلامي والقاص حسين السنونة، حيث افتتح عريف الجلسة بعد ذلك بالترحيب بالضيوف والحضور.

وقدم في كلمة مقتضبة إرهاصات وأسئلة حول شخصية الشاعر الابن مهدي الذي صنعته يد التربية على قراءة الأدب من واقع هويته العريضة التي غرسته أمه فيه منذ صغره ومحيط الأسرة الواعي بالثقافة ومكوناتها؟

وقدم محمد الحميدي ورقة نقدية حول الديوان بعنوان ”تجسيد الهوية المستبطنة“، والتي كان أهم عوامل التأثير فيها النزوح الكثير عبر أوطان مكانية وثقافية ورسوخ الهوية والبيئة الريفية الساحلية ومتحركاتها وموروثاتها.

وقال الشاعر جاسم عساكر: مذ تعرفت على الشاعر مهدي حسين الذي يشبه أباه في ثقافته وحركته ووجده وجدت مهدي شاعرًا فطنًا بمفهوم الشعر ورؤيته وكتابته واشتغالاته الشعرية رغم حداثة سنه، إلا أنه شاعر يجد لغة وتصويره بكل براعة واقتدار يلفت النظر ولعل خير مثال ما سطرته من قصيدة رفيعة بهذا الديوان لست كفنا أنا غيمة قرأ بعده الشاعر ثلاثة نصوص من مجموعته.

بعدها جاءت مداخلة الشاعر جاسم الصحيح، الذي تحدث عن نبوغ شاعر متقد كأبيه، ثقافة وأدبًا، وأن يمثله مهدي هو أن جنون الشعر وشيطانه تلبسه صغيرًا، فركب أمواجه بكل أشكالها المتراصة والمتباعد.

وأردف أن هذا النبوغ الشعري لم يكن لينمو بمفهوم القصيدة، لو لم تكن هناك قراءة للمشهد الشعري المكثف والعميق، وأخد بيد مهدي بأن يجعل من أمواجه في هذا البحر متراصة ورشيقة في بعدها الكوني والإنساني الرحيب والمتسع.

من جهته، قدم الشاعر فريد النمر ورقة نقدية حول المجموعة بعنوان ”الميل والفردانية في ديوان لست كفنًا أنا غيمة“، وتحدث عن سيميائية الخلاف والعنوان في التوطئة لاشتغالات المجموعة النصية، ثم عرج على رهاناته النصية، ورؤية الشاعر ومفارقاتها وثأيرها على لغة النص.

وتحدث في ورقته عن الميل للفردانية والتحرر النصي في أعمال عنصري التجريب والتجريد المقصود في حركة النص وتصوراته ولغته بين القطع والإسهاب، مرجعًا ذلك لمناخات متفوتة ومتعاقبة أخرجت هذا التفاوت النصي في طيات القصيدة، والتي أوجزها في تعدده القرائي للكثير من القصائد التي تمخضت عن قصيدة مضادة للقصيدة السائدة كرؤية خاصة للشاعر.

بعدها داخل الدكتور مصطفى الضبع حول تجربة مهدي الأولى والرؤيوية لشاعر بهذا العمر من حداثة السن ومرامي الدهشة التي فيها والتي تجاوزت هنا في هذه المجموعة معطيات القصيدة الإعتيادية مردفا أما أن يكون هناك شاعر أو لا يكون فليس بين المنطقتين افتراض واليوم نحن أمام شاعر يمتلك الموهبة.

وقد كرم صهيل الكلام ممثلًا بالأب الروحي لهذه الحوارية الأديب الشاعر عدنان العوامي ضيف الجلسة، مشكلًا لوحة تعاقب أجيال الشعر بقطيف الشعراء.