آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 1:53 ص

أكاديميون: الذكاء الاصطناعي يجنب 95% من الحوادث المرورية

جهات الإخبارية

أكد الباحث بجامعة كولومبيا البريطانية بكندا البرفيسور طارق السيد، أن إجمالي وفيات الطرق يتجاوز 5 ملايين شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم، مشيرًا إلى أن أرقام الوفيات المرتفعة تستدعي البحث عن الأسباب والعمل على الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لخفض الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية.

وقال، خلال الجلسة الأولى لبرنامج ملتقى السلامة المرورية السادس، الذي انطلقت فعالياته اليوم الإثنين، بعنوان ”نحو شبكة طرق أكثر أمانًا.. دور التقنيات المتقدمة والبيانات الضخمة“: إن إن المسؤولية كبيرة على الجهات المختصة للبحث في أسباب الوفيات المستمرة جراء الحوادث المرورية.

وأشار إلى أن الدراسات تشير إلى تراجع اجمالي وفيات الحوادث المرورية خلال العقد الأخير في البلدان الاوروبية، وأن إجمالي الوفيات الناجمة عن إساءة استخدام الطرق بالطرق السليمة يتجاوز 1,3 مليون نسمة، مؤكدًا أن الحوادث المرورية تسببت في زيادة الوفيات بنسبة 20% بالولايات المتحدة خلال 2020.

وطالب بضرورة بأهمية الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتقليل اجمالي وفيات الحوادث المرورية من خلال استخدام الإجراءات الوقائية، مشددًا في الوقت نفسه على أهمية تحليل طرق السلامة المرورية بشكل منفرد عوضا من التحليل بشكل عام، من خلال الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، عبر التوسع في تقنيات الاتصالات والدعم الفني ما يسهم في الحصول على النتائج الدقيقة والقدرة على التنبؤ قبل وقوع الحوادث المرورية.

وذكر أن البيانات الضخمة تساعد على إدارة السلامة المرورية بشكل مباشر، من خلال تحليل كافة البيانات المتوافرة للحوادث خلال السنوات الخمس الماضية، الأمر الذي يعطي معلومات دقيقة لتفادي المخاطر في المرحلة القادمة.

ولفت إلى أن تكنولوجيا ”القيادة الذاتية“ تجمع البيانات المستخدمة على مسافة 50 مترًا حول المركبة نفسها، الأمر الذي يسهم في توفير بيانات ضخمة قادرة على رفع مستوى السلامة المرورية.

بدوره، بيّن البرفسور فريد مانويل بجامعة فلوريدا الأمريكية، أن المسببات البشرية عنصر أساسي في الحوادث المرورية، خاصةً مع صعوبة التنبؤ بالسلوكيات البشرية في الطرق أثناء القيادة.

وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يسهم في حل المشاكل والمساعدة في اتخاذ القرارات، مشددا على ضرورة النظر في المسببات والعمل على التحليل الاحصائي، بما يسهم في توفير الكثير من البيانات التي تساعد في التنبؤ في المستقبل، بحيث يفضي إلى تقليص حجم الحوادث المرورية.

وتابع أن النماذج الإحصائية تكتسب أهمية بالغة في السلامة المرورية، حيث تسهم في توفير المعلومات، وبالتالي المساعدة في تطوير نماذج قادرة على توظيف الذكاء الاصطناعي في رفع مستوى السلامة المرورية على الطرق، لاسيما وأن التحليل الاحصائي يكشف الكثير من الأسباب الناجمة عن الحوادث المرورية منها سلوك قائد المركبة، وكذلك الظروف المناخية السائدة.

وتابع أن سلوك قائد المركبة في عام 2002 يختلف عن سلوك قائدي المركبات في عام 2023، معتبرًا أن التعرف على العوامل المعقدة في سلوك قائدي المركبات يؤدي إلى حل الكثير من المشاكل، وبالتالي الوصول إلى السلامة المرورية.

وطالب بضرورة تصميم أنظمة قادرة على تحديد سلوك قائدي المركبات عبر الاستفادة من الذكاء الاصطناعي، مشددًا على أهمية دمج البيانات الضخمة مع الذكاء الاصطناعي للبحث في المسببات عن السلوكيات لدى قائدي المركبات على الطرق.

من جهته، قال البرفسور أسد خطاب: إن إجمالي وفيات الحوادث المرورية بالمملكة يتجاوز 6 آلاف شخص سنويًا، وأن 99% من الحوادث المرورية ناجمة عن أخطاء بشرية، الأمر الذي يستدعي التحرك للاستفادة من الذكاء الاصطناعي؛ لتقليص إجمالي الوفيات الناجمة عن الحوادث المرورية، متابعًا أن استخدام الذكاء الاصطناعي يساعد في التنبؤ بنحو 95% قبل وقوع الحوادث المرورية.

وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي ليس قادرًا على معالجة جميع الأمور المتعلقة بالطرق، مثل التعرف على الأشياء، لاسيما بالنسبة للمركبات ذاتية القيادة، وأن المشاكل في النظر تتسبب في وفاة أكثر من 7,5 آلاف شخص في أمريكا، فيما نحو 70% من الحوادث تحدث في ساعات المساء جراء صعوبة الرؤية أو نتيجة الظروف المناخية.

وشدد على أهمية التحرك لخلق البيئة المثالية لإيجاد الطرق الآمنة والمركبات الامنة، خصوصًا وأن البشر معرضين على الدوام للحوادث جراء بعض السلوكيات البشرية، داعيًا في الوقت نفسه إلى استخدام البيانات الضخمة في تحليل المشاكل والعمل علي تعزيز السلامة المرورية، واستخدام النماذج الهجينة لمنع الحوادث على الطرق.

وبيّن البرفسور جورج مانيرنك بجامعة أثينا الوطنية، أن استخدام الذكاء الاصطناعي عبر تحليل البيانات عملية أساسية لتحسين التنبؤ بالحوادث المرورية، مضيفًا أن السلامة المرورية من المشاكل المجتمعية على المستوى العالمي، ما يستدعي الكثير من الاستثمارات.

وبيّن أن منطقة الشرق الأوسط من المناطق التي تتوافر فيها الكثير من الفرص الاستثمارية في مجال السلامة المرورية، موضحًا أن البيانات الضخمة تأتي من المركبات ذاتية القيادية وقائدي المركبات المحترفين والخرائط الرقمية، الأمر الذي يسهم في معالجة الكثير من المشاكل المتعلقة بالسلامة المرورية.

وتابع أن أغحدى المشاكل الحقيقية تتمثل في إساءة استخدام البيانات الضخمة لدى أصحاب النيات السيئة، مما يستدعي إدارة البيانات بطريقة صحيحة لتفادي استغلالها بأساليب غير سليمة، معتبرا، ان البيانات الضخمة فرصة جيدة لوضع تصنيفات متعددة وفئات مختلفة، بهدف الاستفادة من منها لتحسين السلامة المرورية على الطرق وغيرها من الطرق غير التقليدية.

وأكد أن الذكاء الاصطناعي قادر على مراقبة قائد المركبة عبر استخدام أجهزة الاستشعار لقياس السلوكيات، مما يسهم في توفير بيانات بالغة الأهمية، موضحًا أن الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة يساوي السلامة المرورية.