ديسمبر 2023.. ليالٍ ساحرة في السماء
قال رئيس الجمعية الفلكية في جدة م. ماجد أبو زاهرة: إن شهر ديسمبر يحمل الكثير لعشاق رصد السماء، بنسماته الباردة في الوطن العربي، فالقمر سيكتمل في اليوم السابع والعشرين، لذلك فإن أفضل وقت لرصد السماء سيكون في أوائل ومنتصف ديسمبر، حيث يكون تأثير ضوء القمر قليل أو غير موجود ليضيء السماء ويطمس الأجسام الخافتة.
وأوضح أن توقيت السماء المظلمة هذا الشهر، سيتزامن مع زخات الشهب في شهر ديسمبر، وأن الأولى هي التوأميات التي تعتبر واحدة من أفضل زخات الشهب السنوية وستبلغ ذروتها في ليلة 14-15 ديسمبر.
وبيّن أن أفضل وقت لرؤية التوأميات سيكون من حوالي منتصف الليل، حتى بداية شفق الصباح، ومع عدم وجود القمر فذلك يجعل رصد الشهب وحتى الخافتة منها أسهل بكثير فمن الممكن رؤية أكثر من 100 شهاب بالساعة والفرصة مهيأة لرؤية شهاب واحد كل دقيقة.
وأضاف: يمكن محاولة الرصد قبل ليلتين أو ثلاث من حدوث الذروة أو بعدها لأن السماء قد تكون غائمة في ليلة 14-15، ولكن قد لا يرصد عددًا كبيرًا من الشهب لكن هذا أفضل من أن عدم رؤيتها تمامًا.
وقال: إن شهب التوأميات ليست غزيرة فقط بل إنها غير عادية إلى حد كبير، فكما هو معروف بأن معظم زخات الشهب تنتج عن اصطدام الأرض بمسارات الحطام من مخلفات المذنبات لكن في حالة شهب التوأميات فإن الكويكب 3200 فايثون، هو المصدر لهذه الزخة الشهابية.
وأشار إلى أن هناك زخة شهابية صغيرة في وقت لاحق من شهر ديسمبر تسمى ”الدبيات“ حيث ستبلغ ذروتها ليلة 22-23 ديسمبر وفي أحسن الأحوال تنتج 10 شهب فقط بالساعة وهي جديرة بالاهتمام.
وتابع: بالتزامن مع ذروة شهب ”الدبيات“ يحدث الانقلاب الشتوي وهو البداية الفلكية لفصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية والصيف في النصف الجنوبي، وهذا العام سيكون يوم 22 ديسمبر حيث تسطع الشمس مباشرة فوق مدار الجدي وهي أطول ليلة في العام في النصف الشمالي وأقصر ليلة في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية.
وأكمل: خلال الفترة من الآن وحتى أواخر يونيو 2024، سينتقل المسار الظاهري للشمس عبر السماء ببطء نحو الشمال وستظهر الشمس أعلى وأعلى في السماء في النصف الشمالي وستصبح الأيام أطول فأطول أما في النصف الجنوبي، ستصبح ساعات النهار أقصر والليالي طويلة لمراقبة السماء.
وأوضح أنه لا يزال يمكن رؤية عدد قليل من الكوكبات النجمية الصيفية في الأفق الغربي في وقت مبكر من المساء على الرغم من أننا في شهر ديسمبر حيث توجد نجوم مثلث الصيف: فيغا ”النسر الواقع“ والطير ”النسر الطائر“ وذنب الدجاجة.
وأكد أن ديسمبر يعتبر أفضل شهر لرؤية سحابة ماجلان الكبرى التابعة لمجرتنا درب التبانة، فهي جميلة ومرتفعة في السماء ويمكن رؤيته بالعين المجردة ويفضل استخدام المنظار أو التلسكوب الصغير بالنسبة للقاطنين في النصف الجنوبي من الكرة الأرضية لكنها غير مشاهدة لدينا في النصف الشمالي بسبب كروية الأرض، وإضافة لذلك ترصد نجوم الفرس العظيم ”بيجاسوس“ في سماء المساء وهي جميلة ومرتفعة بالنسبة لنا في النصف الشمالي.
واستطرد: كذلك نجوم ذات الكرسي، التي تشبه حرف ”W“، تُشاهد عاليًا في الأفق الشمالي وفي نفس الوقت تكون نجوم الدب الأكبر على مستوى منخفض جداً في الأفق الشمالي في وقت مبكر من المساء، واعتماداً على المكان الذي تعيش فيه، قد تكون جزئياً تحت الأفق، أما الكواكب فهناك المشتري وزحل يزينان سماء المساء في الوقت الحالي.
ولفت إلى أن كوكب المشتري هو الأكثر سطوعاً بين الإثنين، فهو يتألق في الأفق الشرقي وكوكب زحل في الأفق الجنوبي الغربي وفي اليوم السابع عشر سيكون القمر بجوار زحل ظاهرياً.
وأضاف: وفي يوم 22 ديسمبر سيكون القمر الأحدب المتزايد في اقتران مع كوكب المشتري أكبر كوكب في نظامنا الشمسي، وباستخدام تلسكوب صغير يمكن بسهولة رؤية نظام حلقات زحل بالإضافة إلى أقمار المشتري الأربعة الكبيرة التي تظهر كنجوم صغيرة على جانبي قرص المشتري وتغير مواقعها باستمرار أثناء دورانها حول الكوكب العملاق.
وأكمل: خلال ساعات الليل هذا الشهر ستشاهد الكوكبات النجمية الرائعة في فصل الشتاء في النصف الشمالي ”صيف النصف الجنوبي“، وأفضلها هي نجوم الجوازاء أو كما تعرف أيضاً ”الجبار أو اورايون“ التي تميزها النجوم الثلاثة الساطعة المتتالية التي تشكل حزامه، واضافة إلى نجوم الجوازاء فهناك نجوم الثور اللامعة مع عنقود نجوم الثريا الجميلة.
وقال: هناك أيضاً نجوم ممسك الأعنة ”اوريغا“ وهي تشبه الشكل الخماسي غير المتوازن، مع النجم الساطع العيوق ”كابيلا“ الذي يمثل إحدى زواياه، ونجوم التوأمان توحد إلى الشمال مباشرة من نجوم الجوزاء، مع النجمين اللامعين كاستور وبولوكس اللذين يمثلان رؤوس التوائم التي تحمل نفس الأسماء.
