آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 1:53 ص

مختصون: التسول عبر منصات التواصل «خطر» يهدد المجتمع

جهات الإخبارية زهراء الرشيدان - الأحساء

حذر محامون ومختصون نفسيون، من ظهور طريقة جديدة للتسول، خلال الفترة الماضية وذلك عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتي يكون المتسول فيها ”مجهول الهوية“.

وأوضحوا لصحيفة ”جهات الإخبارية“ أن هذا النوع من التسول ليس قاصرًا على البلدان العربية فقط، بل بات ظاهرة عالمية، مشيرين إلى 3 أنظمة للتعامل معها، وهي نظام مكافحة التسول، ونظام مكافحة جرائم المعلوماتية، ونظام مكافحة الاحتيال المالي وخيانة الأمانة.

وقال المحامي والمستشار القانوني محمد آل سنان: انها ظاهرة منتشرة بشكل واسع؛ وذلك لكثرة برامج التواصل الاجتماعي، التي تستقطب جميع طبقات المجتمع، ما يسهل التسول، موضحًا أن الأمر لم يعد يقتصر على المحتاجين، بل تعدى ذلك إلى الطبقات الأخرى؛ لسهولة تحصيل الأموال.

وأشار إلى ظهور أشكال مبتكرة من التسول عبر منصات التواصل الاجتماعي، منها من يتسول لعرض مشكلة أنه مريض وبحاجة للعلاج، أو طلب المساعدة على الدراسة، أو نشر تغريدة لمساعدة حالات إنسانية.

وعدد أسباب انتشار التسول، وأنها أصبحت حرفة تدر دخلًا كبيرًا، لا يتطلب شهادات أو جهد، وأنها وسيلة مريحة للكسب السريع، إضافةً إلى عدم التعرف على شخصية أو هوية من يقوم بالتسول عبر منصات التواصل.

وبيّن المحامي أن العقوبة الأصلية للتسول، حسب نظام مكافحة التسول، تختلف باختلاف أفعال التسول، وطريقة ارتكاب الفعل، موضحًا أن امتهان التسول من قبل الفرد أو المساعدة أو التحريض على التسول، تصل عقوبته للحبس مدة ستة أشهر، أو غرامة مالية تصل إلى خمسين ألف ريال سعودي، وتزيد بحسب الظروف المحيطة بالفعل.

وأضاف: العقوبة التكميلة تكون مصادرة الأموال محل الفعل، وباستقراء المادة السابعة من النظام والتي تنص على ”إذا شكل التسول - مهما كانت صوره وأشكاله - جريمة بموجب أنظمة أخرى؛ فتطبق العقوبة الأشد“، قد يشكل التسول عبر منصات التواصل الاجتماعي جريمة أخرى.

وتابع: بالنظر لنظام مكافحة جرائم المعلوماتية، نجد أن التسول عبر منصات التواصل الاجتماعي يتداخل مع جريمة الاحتيال المالي الإلكتروني، إذ أن التسول يشكل نوع من أنواع الاحتيال، وهي أخذ المال عن طريق الاحتيال أو الكذب أو الخداع والتي تصل إلى الحبس مدة تصل لثلاث سنوات أو غرامة مالية تصل لمليونين ريال أو بهما معا.

من جهتها، قالت فاطمة صالح: إنها تشاهد الكثير من الرسائل في منصات التواصل الاجتماعي والتي تتضمن طلب المساعدات المالية، وإنه مع تطور التقنية، كثر التسول بعد أن كاد يختفي في الواقع.

وأوضحت أن منصات التواصل وسيلة للوصول لأكبر عدد ممكن من الأشخاص، عبر بث محتوى من اجل جذب التعاطف، عن طريق استخدام الألفاظ التي يمكن أن تُثير تعاطف الناس وتدفعهم إلى تصديقهم ومساعدتهم.

وذكرت الأخصائية النفسية سارة الجعفري، أن مشكلة التسول عبر منصات التواصل الاجتماعي أصبحت ظاهرة خطرة، تهدد أمن واستقرار المجتمع، وأن هناك الكثير من الدوافع للتسول، منها الاتكالية، والتنشئة الخاطئة.

وللحد والتقليل من هذه الظاهرة، قالت: يجب عدم التعامل مع أي شخص وتصديقه، وخلق فرص عمل جديدة، وزيادة مجالات التوعية، وغرس القيم الأخلاقية في الجيل الجديد.