آخر تحديث: 4 / 5 / 2025م - 1:53 ص

مؤرخان: هؤلاء هم أول من استوطن أرض فلسطين وبنوا حضارتها

جهات الإخبارية مريم آل عبدالعال - القطيف

ذكر مؤرخان سعوديان أن استيطان بشري لأرض فلسطين كان من الكنعانيين، وهم أحد الشعوب العربية السامية التي قدمت من شرق شبه الجزيرة العربية، ووجدت في بلاد الشام أرضا خصبة، فأقامت فيها حضارة أصبح لها ذكر وتاريخ.

جاء ذلك عبر فيديو متداول للقاء مقتطع من البرنامج التلفزيوني الحواري ”من إلى“ مع المستشار في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات والمؤرخ السعودي سليمان الذييب.

وقال الدكتور الذييب أن أقدم مدينة في العالم هي في أريحا في فلسطين، وهي الشاهد اليوم على تاريخ استيطان الكنعانيين لأرض فلسطين، وأسوارها التي يبلغ عرض السور فيها 28 قدم وتعود إلى 8000 سنة قبل الميلاد.

وأعرب أن القبائل الكنعانية مثلها مثل القبائل السامية العربية التي هاجرت من شبه الجزيرة العربية ولهم نفس العادات والتقاليد والمفاهيم الدينية والاجتماعية في البداية ثم مع الوقت يتطور إلى سلوك مختلف عن الآخرين، وتبدأ اللهجات تتغير، ومخارج الأحرف ويرجع ذلك إلى البيئة التي تعيش فيها.

وذكر أن أغلب الآراء ترجح إلى أن القبائل الكنعانية هاجرت من مملكة ”دلمون“ الواقعة شرق شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام، وتعرف ”دلمون“ أنها المنطقة التي كانت تضم البحرين ”أوال“ والقطيف والأحساء ”هجر“.

وأعرب أن القبائل الكنعانية اتجهت إلى التجارة، خاصة التجارة الخارجية من بلاد الرافدين وبلاد الشام، حيث نشطت تجارتهم في أوروبا، وبرعوا في التجارة البحرية، ونهجوا أسلوب تجاري مختلف عن غيرهم.

ولفت الذييب إلى أن مسمى ”أوروبا“ كنعاني الأصل، مأخوذ من اسم لأحد المعبودات عندهم وترمز إلى المرأة العربية الفينيقية أو الكنعانية.

وأشار إلى أنهم هم من اخترعوا الأبجدية، ورأى بأنه لا يمكن أن يتوصل شعب إلى الأبجدية ما لم يكن منفتحاً على الآخر، ويملك ثقافات متعددة، ومارس وتعامل مع أعداد كبيرة من البشر.

وأوضح: ”إن الأبجدية التي اخترعها الكنعانيون هي كل صوت له حرف، وكانت لغتهم تغلب عليها المفردات العربية، مهما حاول المستشرقين إيجاد فوارق وإبعاد اللغات عن بعضها البعض، ويأتي تشابه لغتهم مع العربية في تشابه الفعل والاسم وتركيب الجملة“.

وأشار في حواره مع المذيع ياسر العمرو أن الذي اكتشف الزراعة بالشكل الذي نعرفه اليوم كان أيضاً من الشعوب القديمة التي سكنت بلاد الشام، وكثير مما توصل إليه الإنسان اليوم كان بفضل إنسان هذه المنطقة.

وأرجع سبب هجرتهم من شبه الجزيرة العربية إلى كونها من المناطق الطاردة بيئياً، حيث التغير المناخي دفع مختلف القبائل العربية إلى الهجرة للخارج رغبة منها في الحصول على الموارد المائية والزراعية، والاستقرار في فلسطين ولبنان في تلك الفترة.

ولفت إلى أن معظم القبائل السامية التي أسست الحضارات في بلاد الرافدين وبلاد الشام كانوا قد قدموا لها من شبه الجزيرة العربية، وهم القبائل الأكادية، والآشورية، والبابلية، والأرامية، والفينيقية ”الكنعانية“.

وأكد أن أرض فلسطين كانت تسمى في السابق أرض كنعان، ونوه إلى أن ما يعرف بالفينيقيون هم نفسهم الكنعانيون وهو اسم أطلقه عليهم الباحثون اليونانيون، وفينيقيا تعني الأرجوان الأحمر، أما اسم كنعان فيشتق من الأرض المنخفضة في اللغة العربية.

ويعتبر الكنعانيين أحد الشعوب العربية السامية، حيث شهد العصر الحجري الحديث في الفترة ما بين 4000 إلى 7000 سنة قبل الميلاد انتشاراً واسعاً للكنعانيين في القرى والمدن من بلاد الشام، وتميزت الفترة التالية الواقعة ما بين 3000 إلى 4000 سنة قبل الميلاد باستخدام الكنعانيين النحاس والفخار والخزف، وعيشهم في المنازل المصنوعة من الحجارة غير المصقولة والجدران الطينية.

”تاروت“ وهجرة ”الكنعانيين“

وتطرق الباحث والمؤرخ القطيفي سلمان الرامس إلى الهجرات السامية في كتابه ”جزيرة تاروت“، وأورد فيه أن تاروت هي المنطقة التي خصها الباحثون بالذكر واعتبروها أهم أجزاء منطقة البحرين، التي نزح منها المهاجرون الفينيقيون ”الكنعانيون“ إلى سواحل البحر المتوسط.

وقال الرامس في كتابه: ”أسسوا هناك حضارة غاية في الرقي، وتميزوا بركوب البحر وفنونه، وأسسوا مدناً غاية في الجمال، لها آثار باقية إلى يومنا هذا هناك.“

ونقل المؤرخ الرامس ان الكثير من الباحثين يرون أن هذه الموجة من الهجرات خرجت من سواحل الخليج واتجهت غرباً إلى سواحل البحر المتوسط بسبب الظروف السياسية والصراعات القائمة والظروف الاقتصادية والمناخية في تلك الفترات الزمنية.

وأشار إلى أن هيردوتس قد أورد خبرًا مفاده أن سكان البحر المتوسط هم مهاجرون من البحر الأثيري أو الخليج العربي.

كما لفت الرامس في كتابه إلى أن استرابون عند حديثه عن الخليج العربي وبالتحديد عن الجرهائيين يقول: ”وعندما يضربون في البحر جنوباً هناك جزر فيها تيروس «تاروت» وأرادوس «عراد» فيها معابد تشبه معابد الفينيقيين، ويقول سكان هذه الجزر إن صدقناهم أن جزرهم والمدن تحمل الأسماء التي أطلقها عليها الفينيقيون نفسها“.