آخر تحديث: 3 / 5 / 2025م - 2:58 م

الفوتوغرافي الزاكي يجمع الماضي بالحاضر في لوحة «أثر بعد عين»

جهات الإخبارية إيمان الشايب - تصوير: مالك سهوي - القطيف

دمج المصور الفوتوغرافي إبراهيم الزاكي الماضي بالحاضر في لوحته الفوتوغرافية التي شارك بها في معرض أثر التي تقوم به جماعة التصوير الضوئي بالقطيف، حاكيًا عن رياح التغيير التي هبت وتركت آثارها على نمط الحياة بكل أشكالها، وغيَّرت مسارات الطرق والدروب القديمة.

وتحدث الزاكي عن الترحال الذي كان عبر دُروب الصحراء، وبين شعاب البوادي، في العصور القديمة، شاقاً ومضنياً، حيث لم تكن رمال الصحراء مُعبَّدة أمام المرتحلين، بل كانوا يشُقّون مسالكها من دون بوصلة، مشياً على الأقدام أو على ظهور الإبل، قاطعين المسافات الطويلة للوصول إلى مقاصدهم.

ولفت إلى أن رياح التغيير التي هبت تركت آثارها على نمط الحياة بكل أشكالها، غيَّرت مسارات الطرق والدروب القديمة، حيث شقت شبكة من الطّرق المُسفَلتة عبر سهول الصحراء وكثبانها، وحلَّت السيارة محلّ الإبل، بل تحوَّلت الصحراء إلى وجهه سياحية، وفتحت كثبانها الرملية أحضانها لكل من أراد الاستمتاع بوقت صفاء وهدوء بعيداً عن ضوضاء المدينة وصخبها.

وتضمنت مشاركته في المعرض بلوحة عنونت ب ”أثر بعد عين“ والتي التقطها عند ”جبل الأربع“ بالأحساء والذي يعد أحد الشواهد على آثارها التاريخية.

وقال الزاكي بأنه يتكون من ثلاثة جبال متقاربة، والرابع منفصل، كما يُرى في عمق الصورة، مشيرًا إلى كونه تشكيلًا صخريًا بديعًا.

وبيّن بأن عوامل التعرية ساهمت عبر الزمن في نحته وإعادة تشكيله، كما أنه يميل إلى الاحمرار، وزادته أشعة الشمس احمراراً، إذ يُحيط به كثيب رملي، ويُعتبر معلماً سياحياً، ومقصداً للكثير من الأسر والشباب، لكونه مكان للمُتعة والرَّاحة.

وتحدث عن اجتذاب هذا المكان لهواة ”التطعيس“، ورُكوب الخيل.

ولفت إلى أن ممارسة هذه الأنشطة من دون توازن يمكن أن يُخلّف آثاراً سلبية على البيئة الطبيعية للمكان، ويُؤدّي إلى تآكل الكثيب الرملي المحيط بالجبل مع مرور الوقت، ويجعل من الصَّعب على الزائر الاستمتاع بالمكان، والتَّحرك عبر رماله.

وعن شغفه بهذه الهواية قال بأنه ليس مصورًا وإنما هاويًا للتصوير حيث كان يحب التصوير مذ كان صغيرًا، وكانت الكاميرا صديقة له وتصاحبه ولا تفارقه، وكان يستمتع بمشاهدة الصور بعد طباعتها وهي موضوعة في الألبومات.

وأشار إلى أنه بدأ التصوير كهواية من أجل حفظ الذكريات وتوثيقها، فكان يصور أبناء العائلة والأصدقاء وفي المدرسة والأسفار والمناسبات والأعراس والرحلات، حتى أصبح لديه منها أرشيفًا كبيرًا من الصور.

وأضاف: ما نلتقطه من صور للأماكن والأشياء والأشخاص تبدو مختلفة أو متغيرة ومتحولة عندما ننظر إليها مع مرور الوقت، وتشعرنا بقيمة الزمن كلما عاودنا النظر اليها بين الحين والآخر.

وأشار إلى أن الاهتمام بالتصوير كفن واحتراف بدأ معه منذ عام 2013 م. ومنذ ذلك الحين وهو يسعى دائماً إلى تطوير قدراته في هذا المجال تقنياً وفنياً، كي يتمكن من تحقيق ما يطمح إليه.

وأكد على أن التصوير الفوتوغرافي مثله كمثل الفنون الأخرى له رواده ومحبوه وجمهوره، حيث وجد فيه الهواية التي تشعره بالمتعة.

الجدير بالذكر بأن الزاكي يعد عضوًا في العديد من جماعات التصوير الضوئي في منطقة القطيف، وشارك في العديد من معارض التصوير الفوتوغرافي.