مختصان: غفوات «النوم القهري» خطرة.. ونوعان للعلاج

حذر مختصان في طب وبحوث النوم، من تأثيرات النوم القهري أثناء اليقظة، وما يترتب على ذلك من انعكاسات سلبية على الفرد.
وأوضح كل من استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم مدير مركز طب وبحوث النوم البروفيسور سراج عمر ولي، والدكتور عمر قصي قنبر الباحث في طب النوم بمركز طب وبحوث النوم بمستشفى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، أن النوم القهري هو اضطراب تضعف فيه القدرة على تنظيم دورات النوم والاستيقاظ، وبالتالي تكون الحدود الطبيعية بين النوم واليقظة ضعيفة.
وأضافا: ينتج عن ذلك غفوات متكررة ومفاجئة وحدوث لعناصر النوم أثناء اليقظة، وقد يشكل هذا المرض خطرًا حقيقيًا، وبالأخص لدى الذين يؤدون أعمالًا تتضمن أدوات حادة وثقيلة، بل وحتى تعريض حياة الآخرين للخطر، كسائقي الحافلات، والطيارين، وغيرهم.
وذكرا أن هناك العديد من الدراسات التي أجريت للبحث في مسببات هذا المرض والتي كشفت عن عدة عوامل قد تسهم في حدوث مثل هذا الاضطراب، من بينها العوامل الوراثية، حيث يظهر أن هناك عنصرًت وراثيًا يلعب دورًا في تطور النوم القهري، إذ إن إصابة أحد أفراد الأسرة بهذا الاضطراب يزيد من احتمالية حدوثه لدى أفراد آخرين من العائلة.
وأكدا أن ذلك يكون عن طريق طفرة جينية تؤدي إلى نقص في مستقبلات الأوريكسين العصبية، أو ضعف في إنتاجها، وهي عبارة نواقل عصبية تنشيطية أو تنبيهية يتم إنتاجها في منطقة الوطاء وله أهمية كبيرة في المحافظة على دورة النوم والاستيقاظ.
ولفتا إلى ملاحظة وجود العديد من العوامل التي من الممكن أن تثير نشاط المرض وتحفزه، ومنها الاضطرابات النفسية الشديدة، واضطرابات الساعة البيولوجية، والتغيير المفاجئ في نمط النوم.
وبين المختصان أن مثل هذا الاضطراب يحدث بشكل متساوٍ بين الرجال والنساء، وغالبًا ما تبدأ أعراض النوم القهري بعد سن الخامسة عشر، وفي بعض الأحيان تتأخر حتى عمر الخامسة والثلاثين، والأعراض المصاحبة للمرض تشمل: النوم أو النعاس المفرط، بل وربما نوبات من النوم المفاجئة، حيث يمكن للشخص أن يغفو أثناء النهار دون سابق إنذار.
وتابعا: من الأعراض، الخدار، وهي نوبات من فقدان العضلة قوامها والقدرة على الانقباض لاإراديًا، حيث يصيب العضلات الهيكلية، ما يؤدي إلى فقدان الحركة كليًا، والسقوط، أو ربما يكون جزئيًا، ويؤثر على بعض العضلات فقط، كالرقبة مثلًا، وهناك أيضًا شلل النوم ”الجاثوم“ وهو عبارة عن شلل مؤقت قبل الدخول للنوم أو عند الاستيقاظ يصاحبه هلوسات مرئية بالغالب.
ونوه الباحثان بأن أهم مضاعفات النوم القهري تشمل السمنة المفرطة نتيجة لتقلبات في نمط النوم وعملية هضم الطعام، واكتئاب حاد، وزيادة التوتر والقلق، وغيرها من المشاكل الصحية.
وأشارا إلى أن هناك عدة خيارات للعلاج تعتمد على شدة الحالة وتأثيرها على حياة الشخص، فهناك العلاج السلوكي، ويتضمن تعلم تقنيات إدارة النوم، مثل تحسين البيئة النومّية، وتطبيق نمط نوم منتظم، وأيضًا تمارين الاسترخاء والتأمل، بالإضافة إلى الحفاظ على نمط حياة صحي، مع تضمين التغذية المتوازنة وممارسة الرياضة بانتظام.
وأكملا: هناك العلاج بالعقاقير، حيث إن بعض الأدوية يمكن استخدامها للسيطرة على النوم المفرط ونوبات الخدار وتقليل تأثيرها.
وشدد المختصان على ضرورة تشخيص هذه الاضطرابات بشكل صحيح من قبل أطباء النوم، فالتشخيص السليم أول خطوات العلاج الصحيح، وكل ذلك عند التدخل بالوقت المناسب والذي يسهم في تسهيل العلاج وتحسين نوعية حياة الأفراد الذين يعانون من النوم القهري.