متلازمة الضائقة التنفسية الحادة: تنوع معقد يستدعي علاجًا دقيقًا

تعد متلازمة الضائقة التنفسية الحادة ”ARDS“ حالة مهددة للحياة تتميز بتلف رئوي حاد منتشر. يمكن أن ينتج عن مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الإنتان والصدمات والعدوى الفيروسية.
ووفقًا لتقرير صادر عن مجلة لانسيت لطب الجهاز التنفسي في عام 2022، فإن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة هي ”حالة معقدة وغير متجانسة للغاية“. يمكن أن تختلف المظاهر السريرية والفسيولوجية والبيولوجية والتصويرية لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة بشكل كبير من مريض لآخر.
ويمكن تقسيم العوامل المسببة لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة إلى نوعين: داخل الرئة وخارج الرئة. تؤدي العوامل داخل الرئة، مثل الالتهاب الرئوي والتهوية الميكانيكية، إلى إلحاق الضرر في المقام الأول بالظهارة السنخية، في حين أن العوامل خارج الرئة مثل الإنتان والتهاب البنكرياس الحاد الشديد، وتؤدي في البداية إلى إضعاف البطانة وتؤدي لاحقًا إلى الوذمة الرئوية.
ولقد فشلت العديد من التجارب السريرية التي عالجت مرضى متلازمة الضائقة التنفسية الحادة كمجموعة موحدة. وقد أدى ذلك إلى زيادة الاهتمام بالمجموعات الفرعية لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة.
ووجدت الدراسات أن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المبكرة ترتبط بصدمة نزفية حادة، في حين أن متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المتأخرة تتميز غالبًا بالالتهاب الرئوي وتلف الأعضاء المتعددة. علاوة على ذلك، تستجيب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة المبكرة بشكل أفضل للتهوية الميكانيكية الوقائية.
وفي الوقت الحاضر، يتمثل حل مشكلة عدم تجانس متلازمة الضائقة التنفسية الحادة في الاهتمام بالمظاهر والمجموعات الفرعية البيولوجية لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة، مثل مستوى ودرجة الالتهاب، وإعطاء استراتيجيات علاجية مرشحة وفقًا للتصنيف.
ويمكن أن يؤدي الطب الدقيق لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة إلى تقدم في علاج مجموعات فرعية محددة من المرضى. ومع ذلك، لا يزال هناك تحديان رئيسيان يجب التغلب عليهما:
أن العقد الرئيسية تحتوي على معلومات محدودة ولا يمكن تحديدها بسهولة.
أن التجارب السريرية القائمة على الطب الدقيق لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة غالبًا ما تكون صغيرة جدًا بحيث لا يمكنها إثبات فعالية العلاجات الجديدة.
وخلص التقرير إلى أن ”الطب الدقيق لمتلازمة الضائقة التنفسية الحادة ضروري، ولكن لا يزال هناك تحديات رئيسية يجب التغلب عليها قبل أن يصبح نهجًا علاجيًا روتينيًا“.