«أبيض وأسود».. الحب الفني يجمع أم وابنتها في معرض مشترك

اكتسبت الفنانة منى الصادق موهبتها الفنية في عالم الرسم من والدتها الفنانة نجاة الفريد ليجمعهما حب هذا العالم في المعرض الفني المشترك ”أبيض وأسود“ لتستعرض كل واحدة منهن حكاية لوحتها الفنية أمام ثلة من المهتمين والزوار.
وحملت اللوحة السيريالية للفنانة الصادق عنوان ”الملتقى“ والتي كانت تحكي قصة معاناتها مع صديقتها في أمريكا حيث كانت تدرس كل واحدة منهن في ولاية، ليلتقيا في زيارةٍ تجمعهما بين فينة وأخرى في الولاية التي تدرس بها.
وتضيف الصادق: استقبل صديقتي في محطة القطار ولا بد حينها من دموع الفرح والشوق وفي نفس الوقت دموع الحزن لكون صديقتي من دولة ليبيا ولن أستطيع أن أراها لاحقًا، فأحببت أن أجسد تلك المشاعر وأرسمها في لوحة.
وقالت بأن الأبيض والأسود هو عبارة عن الفرح والحزن فأحبت أن ترسم هذه الفكرة وتدمجها في عملها الفني.
واستخدمت في اللوحة التي كانت بمقاس 58*50 خامة ألوان الأكريلك على كانفس والتي استمر عملها عليها شهرًا في أوقاتٍ متفاوتة.
وعن بدايتها في هذا العالم أشارت لتحويلها من تخصص مختبرات أكلينكية بعد دراسته قرابة عام وأربعة أشهر في أمريكا عام 2013 في ولاية اوهايو مدينة ديتون إلى تخصص Art-BFA بكالوريوس فنون جميلة بعد أن وجدت بأن المجال الطبي لا يناسبها أبدًا لتدخل تخصص فني دون أن يكون لديها أي خلفية عنه.
وتحدثت عن اكتسابها الموهبة من والدتها واكتشاف روحها الفنية بعد دخولها هذا التخصص، مؤكدة على شعورها الرائع في فصل الرسم حينها، ومعبرة عن افتخارها بتغيير مسارها من طبي إلى فني والذي وجدت فيه فارقًا كبيرًا.
وذكرت بأنها بعد تخرجها وعودتها للوطن عام 2020 كانت تبحث عن فعاليات أو معارض أو أي نشاط فني للإنضمام وكانت أول إنطلاقة لها في رحلتها الفنية مشاركة للرسم المعماري في قلعة تاروت على شرف القائدة المعمارية مريم العوى في جماعة التصميم والعمارة التابع للتنمية الأهلية بالقطيف حيث تم نشر الفعاليات في صباح السعودية.
ووجهت حديثها بأهمية أن يستمر كل ذي صاحب موهبة في موهبته ويطورها وأن لايتردد في المشاركة مع فئات المجتمع
وأكدت على أن الفن علاج للروح البشرية حيث قدم لها الكثير من اكتساب المهارات المتنوعة والتعرف على مجموعة من فنانين وفنانات المملكة ونشر الفن في المجتمع، كما أنها تعتبر الفن لغة التعبير عن الذات وأجمل شي في الحياة، مقدمة نصيحتها لكل مبتدئ في الفن أن لايتردد في الاستمرارية مهما كانت العقبات ومخالطة هواة الفن للوصول للابداع.
وقدمت شكرها إلى والدتها الفنانة التشكيلية نجاة الفريد على تشجيعها المستمر وروحها الملهمة لها على الاستمرار في عالم الفن التشكيلي.
وعبرت عن فخرها كونها متعددة المواهب منها التصوير الفوتوغرافي والمونتاج والنحت على الطين والصلصال والخشب والأعمال اليدوية والديكوباج والتصميم الجرافيكي والطباعة الحرارية ومجال التصميم الداخلي.
وشاركت الفنانة نجاة الفريد في المعرض بلوحة بعنوان ”الحرية“ من المدرسة السريالية التعبيرية والتي تحدثت فيها عن الهجرة كون البحر من إحدى عناصرها.
وأوضحت بأنها رسمت قنينة تحتوي بداخلها على المرأة وموج البحر وطيور النورس وخروجها من فوهة القنينة تعبر عن انطلاقتها نحو الحياة الخارجية بطرد الأفكار السلبية.
وعن قصتها في عالم الفن، بينت الفريد بأنها ولدت من عائلة فنية عاشقة وشغوفة في جميع مجالاته فمنذ صغرها كنت ترسم ففي المرحلة الابتدائية قامت برسم شخصيات كرتونية ثم تركت الرسم فترة الزواج المبكر لأكثر من 25 سنة من أجل تربية أولادها وانشغالها في الحياة وكانت ترسم للأهل والجيران ولأولادها فترة دراستهم
وكانت تعمل مجسمات أيام دراستها في حصة النشاط.
وقالت بأنها عادت للرسم في عام 2016 بسبب دراسة أولادها في أمريكا.
وذكرت بأن عودتها كانت بداية طريقها للفن بالحرق على الخشب مدة 5 سنوات وبعدها انتقلت للرسم بالفرشاة والقلم وألوان الأكريلك إلى أن تمكنت فيه ثم الألوان الزيتية وباقي خامات الألوان.
وتحدثت الفريد عن مشاركتها في مهرجان منارات مشرقة في مدينتها بعرض لوحاتها الخشبية ولجنة التنمية الإجتماعية في صفوى للمنتجات اليدوية.
وتطرقت إلى مشاركتها في مهرجان الزراعة في القطيف بالرسم المباشر ورأس تنورة في مسابقة الجري ومشاركتها بعرض لوحاتها في جمعية الثقافة والفنون في القطيف والواجهة البحرية بالدمام ومعرض صنعتي عام 2018 حيث عرضت وباعت منتجاتها الخشبية وكذلك في أتليه فن للفنانة حميدة السنان.
ولفتت إلى إقامتها دورات وورش فنية للأطفال في مرسمها الخاص كما كانت لها عدة مشاركات تطوعية في المنطقة الشرقية وآخرها في معرض أبيض وأسود.
وأكدت الفريد على أن الفن يساعد كثيراً على التعبير عن مكنونات الإنسان التي بداخله.
يشار إلى أن الفنانتين جمعتهما مشاركات في معارض أخرى بلوحة مشتركة حيث كانت بداية العمل فيها أيام دراسة الصادق في الولايات المتحدة الامريكية وساعدتها والدتها فيها كثيراً.