مختص: دور الأسرة في احتواء الأبناء وتوجيههم يحميهم من المخطوطات المعرفية الخاطئة

أكد الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان، أهمية دور الأسرة في احتواء وتوجيه الأبناء بمرحلتي الطفولة والمراهقة، ومساندتهم لفهم وتحليل الأحداث والأفكار التي تراودهم بصورة صحيحة، لمواجهة المواقف الصعبة التي يتعرضون لها، وتسبب لهم عوائق نحو المعرفة وإدراك المتغيرات السلوكية التي يمر بها عند تعامله مع الآخرين، ويفقدون على أثرها توكيد الذات والأمان الاجتماعي، وتشكل لهم مخطوطات معرفية خاطئة تترسخ ضمن أفكارهم مع مرور الزمن.
وعرف ”المخطوطة المعرفية اللاتكيفية“ وفق نظرية المدرسة المعرفية لعلم النفس للعالم النفسي Young, et al, على أنها عبارة عن أنماط سلوكية لها صفة الثبات والاتساع والعمق، تتعلق بأفكار الفرد عن ذاته وعلاقته بالآخرين، وتتطور وتنمو خلال مرحلة الطفولة، وتمتد للمراحل العمرية التي تتبعها من حياته.
وأوضح آل عجيان أن تشكيل المخطوطات الفكرية والأحكام الخاطئة، والتي تبقى مع الشخص منذ الطفولة، وقد تتسع هذه المفاهيم الكثيرة مع تقدم العمر وتحدث له مشاكل خطيرة مستقبلًا، نتيجة للتصورات الخاطئة لديه، منذ مرحلة الطفولة كونه غير قادر على الفهم والرصد والتحليل الدقيق لما حوله من تراكم الأحداث والمواقف بشكل غير صحيح، ويشكل عنده عدم معرفة لما وراء سلوك الآخرين.
وطالب آل عجيان بتوفير الاحتياجات الضرورية للطفل منذ الطفولة؛ ومنها الأمان، الحب، وعدم تبني الافكار اللاعقلانية، مشيرًا إلى وجود 68%? من الناس جيدين وعادين الطباع ويمكن تشكيل صداقة ناجحة معهم. و2,5 من الناس يجب التعامل معهم بحذر.
وأوصى بضرورة تقديم خطط علاجية للسلوكيات المعرفية الخاطئة، وتكون بعدة أساليب، ومنها اختبار صحة المخطوطة بالحوار والحديث الصريح، إعادة صياغة الأدلة الداعمة للمخطط، تقييم مزايا وعيوب وأساليب التكيف للمخطوط، بالإضافة إلى التدرب على فنيات التخيل، واللجوء إلى المقايس النفسية التي تشرح وتبين مستوى الأثر النفسي على الشخص.
جاء ذلك في المحاضرة الأسبوعية، التي نظمها مركز سنا للإرشاد الأسري التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، والتي يقدمها ضمن برامجه التثقيفية التوعوية في مجال التربية والتوجيه والإرشاد الأسري والاجتماعي، وذلك يوم الثلاثاء، بمقر الجمعية الجديد بسنابس، واستهدفت الآباء والأمهات، والمهتمين بالشأن التربوي والإرشاد الأسري والاجتماعي في المجتمع.
وحملت المحاضرة عنوان ”المخطوطات المعرفية والطفولة“، مستهلةً بكلمة ترحيبية من عضو مركز سنا للارشاد الأسري حسين آل خيري، بعدها عرف بالاختصاصيي آل عجيان، ودوره في الإرشاد النفسي في وزارة التعليم، والمجتمع عبر تقديم المحاضرات والدورات التثقيفية، وتأسيس مجموعة تعزيز الصحة النفسية بالقطيف لتقديم الاستشارات النفسية والتربوية والاجتماعية.