آخر تحديث: 30 / 4 / 2025م - 6:14 م

المرشد الأسري آل إبراهيم يحدد 13 مهمة لـ «الوالدية الوحيدة»

جهات الإخبارية سجى الحريري - تصوير: جاسم الأبيض - سنابس

ذكر المرشد الأسري الشيخ صالح آل إبراهيم، أنّ بعض الأمهات المطلقات قد تتصرّف بأنماط متعددة ومتناقضة في حياتها الأسرية، حيث يُعانين من الإحباط في ظل غياب الشعور بالطمأنينة، وهذه الأمور قد تكون سببًا في المعاملة غير الجيدة والقاسية تجاه الأبناء بعد الانفصال.

وقال خلال المحاضرة التي قدّمها بعنوان ”الوالدية الوحيدة“، في قاعة المحاضرات، بمقر جمعية البر الخيرية بسنابس: إن الدراسات تشير إلى أن الطلاق يمكن أن يكون مدمرًا بالنسبة للأطفال تمامًا كوفاة أحد الوالدين، ولكن كل هذا يتوقف على الطريقة التي يدار بها الوضع، كما أن الأمر أكثر خطرًا على الأولاد من البنات؛ لأنهم أكثر صعوبة في تقبل الأمر.

وأوضح أن بعض الأبناء يأخذه ما يساوره من قلق حول العيش وحيدًا بعد غياب أحد الوالدين - فقد يفقد الآخر -، بالإضافة إلى الشعور بالحقد والغضب تجاه أحد الآباء الذي يعتقد أنه كان سببًا في الانفصال فيبحث عن طريقة للانتقام.

وبيّن أن الطفل بحالات الانفصال يشعر بعدم الارتياح في الأماكن العامة، خاصة إن رأى أفراد العائلات مع بعضهم البعض، فيشعر بالنقصان، وأن هذه الحالة من انفصال الوالدين تؤدي إلى زعزعة الثقة لدى الأبناء، فيلقي بعض الأطفال باللوم على الأم أو الأب، وتصل إلى حد الكراهية أحيانًا، كما يصبح البعض عصبيًا نوعا ما، ويتحول إلى إنسان انفعالي، ويضعف لديه الاتصال الاجتماعي مع الناس والمجتمع.

ووجه الشيخ آل إبراهيم سؤالاً للحضور، جاء فيه: ”هل لغياب أحد الوالدين عن الأسرة نتيجة الطلاق أو الوفاة أو أي سببٍ آخر تأثير سلبي على الأطفال؟، وهل أنّ هذا التأثير يقتصر على الأطفال الصغار أم يشمل الأولاد الكبار؟“.

وأجاب أن الأطفال الذين يعيشون في كنف الوالدين تكون لديهم الفرصة أفضل للنمو النفسي والجسمي على النحو الصحيح مقارنة بأطفال الأسر وحيدة الوالدية، متابعًا: نجد أنّ أطفال الأسر ذات الوالدية الوحيدة يكونون أكثر عرضةً للاضطرابات النفسية مقارنة بالأطفال الذين يعيشون في كنف الوالدين.

وعدّد الصعوبات التي تواجه الوالدية الوحيدة وتعيق مسيرة التربية السليمة مثل: تدني الدخل، ازدواجية الدور والأعباء، الضغوط والمشاعر السلبية، رعاية وتربية الأبناء، إلى جانب البيئة الرافضة لهم.

وقال الشيخ آل إبراهيم: إنً غياب دور الأم يُسبب حواجز عاطفية بين الأب والأبناء، ويجعلهم عرضة للاتصاف بالخشونة والذكورية في ظل غياب اللمسات الأنثوية، وقد يؤدي لضعف الانتماء والولاء للأسرة، وغيرها. مضيفًا: أنّ الأب يستطيع تقديم الرعاية الجسدية للأبناء إلا أنه أقلّ قُدرة على إشباعهم عاطفيًا.

وطرح سؤالًا آخر للحضور، جاء فيه: ”هل أطفال الوالدية الوحيدة محكوم عليهم بالفشل والتعاسة والانحراف والاضطرابات النفسية؟، وهل يمكن للآباء الوحيدين والأمهات الوحيدات أن يُجنّبوا أولادهم الآثار السلبية المحتملة للوالدية الوحيدة وأن يربوهم تربية نفسية وجسدية سليمة؟“، ليجيب بأن ذلك يعتمد على ذكاء الوالدين وخبرتهم وثقافتهم وكيف لهم أن يجنبوا الأبناء كل هذه الأمور حتى لا يكون للأبناء نصيب من القلق والخوف والضغوط.

وأشار إلى أنّ الباحثين وجدوا أن المهارات التربوية الجيدة يمكنها أن تعوّض عن قدر كبير جدًا من الضغوط النفسية والصعوبات، حيث كشفت دراسة مؤخرًا في جامعة نبراسكا أن تكيف الأطفال مع الطلاق وصحتهم العاطفية يعتمدان على حدة النزاعات بين الزوجين، والصعوبات الاقتصادية والتغيرات الحياتية المشيرة للتوتر أكثر من اعتمادها على الطلاق نفسه.

واستعرض آل إبراهيم 13 مهمة يتم توظيفها في الوالدية الوحيدة واستخدامها كوسيلة لتحقيق الأهداف المرجوة في نجاح التربية الوالدية الوحيدة منها: التحلي بالصبر والاتزان والإيجابية، الاعتناء بنفسك واحتياجاتك الشخصية، الاستعانة بالأقارب الثقة، تجنب تدليل الأطفال كتعويض عن غياب الوالد الآخر، تعليم الأطفال العناية بأنفسهم كشريك تربوي ذاتي، البحث عن الوالد البديل من العائلة.

واختتم: التربية مسؤولية الجميع: الوالدين، الأسرة، والمجتمع، وعلى الرغم من خطورة تأثير الطلاق على الأبناء بشكل عام، فإن بعض الآباء والأمهات نجحوا في أن يمر الطلاق بسلام على أبنائهم دون أن يترك أي آثار سلبية على صحتهم أو سلوكهم، لذلك فلابد أن يحافظ الأب والأم على علاقة الود والاحترام مهما كانت درجة الخلاف بينهما.