تبرع لأخيه بكليته.. «العبد العال أيقونة الفرج لعائلته منذ الولادة»

هي ليست مبادرة وليدة اللحظة، وليست هي أول مواقف بذل النفس من أجل عائلته ومجتمعه، إنما هي سلسلة ممتدة من مواقف الإيثار والتضحية، وجزء من قصص سخائه وجوده التي عُرِف بها منذ كان طفلُا إلى أن اشتد عوده وأصبح شابًا يشار له بالبنان.
وفي موقفٍ يستكمل به حلقات عطائه، وفي بادرة وفاءٍ تحمل أسمى معاني الإنسانية، تبرع الشاب علي أحمد عبدالعال «شقيق الزميلة مريم العبدالعال» ذو السبعة والثلاثين عامًا لشقيقه منصور بكليته في عمليةٍ تكللت بالنجاح يوم الإثنين في مستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام.
وذكرت شقيقته الزميلة مريم: منذ أبصرت عينيه الدنيا، فُرِجت كربة من كرب أهلنا، فأُطلِق عليه استبشارًا بِ «علي فرج» فكانت هي الحلقة الأولى من حلقات الفرج لدى عائلته، وتوالت بعدها على مدى سني حياته مواقف الإحسان والبر اتجاه أهل بيته.
وأضافت: كان يتسابق مع الآخرين من أخوته لمد يد المساعدة لمن يحتاج حينها سواءً كان المحتاج للرعاية كبيرًا أو صغيرًا، فقد كان ملازمًا لجده حيث كان يرافقه إليه ويصدح صوته بالأذان فيه، وحينما توفى الله جده، تولى رعاية والده أثناء مرضه إلى أن اختاره الله إلى جواره.
وأوضحت بأن شقيقها أخذ في منزله صفة «المداوي» لجميع أشقائه وشقيقاته في المنزل، حيث يسهر على مداواة أي مريضٍ في منزله ويبادر لمعالجتهم بالطب الشعبي.
وفي حادثٍ عرضي قبل سنة، أصابت شقيقه منصور جرثومة في المعدة حيث اشتد عليه المرض، وفي أثناء إجراء الفحوصات اللازمة لأخذ العلاج المناسب تفاجئ يإصابته أيضًا بمرض السكري من الدرجة الثانية، وعلى إثرها أصيب بقصور في الكلى واضطر لتلقي الغسيل الكلوي أسبوعيًا لقرابة عامًا كاملًا وعليه تقرر احتياجه لزراعة الكلى.
وأكدت مريم بأن «علي لم يتوانَ هو وإخوانه وزوجة أخيه» لعمل التحاليل للكشف عمن يستطيع التبرع إليه لتظهر النتائج تطابق تحاليل علي مع شقيقهم منصور وتبدأ حينها رحلة الاستعداد للعملية التي تكللت بالنجاح يوم الإثنين.
وتحدثت عن سلسلة عطائه التطوعي في مجتمعه حيث يعد من المبادرين دائمًا للتبرع لبنك الدم بصورة مستمرة سواءً عند إطلاق الحملات أو عند الإعلان لحاجة التبرع لأي مريض.
وتطرقت للحديث عن قيامه بالإشراف على ترميم مسجد وحسينية العبد العال اللذان افتتحا مؤخرًا حيث كان ملازمًا لأخيه منصور في الاعتناء بكل ما يحتاجه الترميم والبناء، إلا أنه أصبح الملازم الوحيد عليها بعد إصابة شقيقه، فأصبح يقضي أغلب يومه وأوقات فراغه مع العاملين فيها لكي يظهران بأجمل حلة وصورة.
وأشارت إلى كونه متخصصًا في علم التربية الخاصة حيث يعد معلمًا لهذه الفئة في المجتمع، مؤكدةً على كونه «رحيمًا» بكل من يتعامل معه سواءً كان إنسانًا صحيحًا أو من ذوي الاحتياجات الخاصة ومتفهمًا لحاجة جميع من حوله، حيث يبادر معنويًا وماديًا بقدر استطاعته لمساعدة كل أحد.
وبينت بأنه آثر على السكن بالقرب من منزل أهله بعد زواجه لكي يكون قريبًا من والدته وشقيقاته ويكون عائلًا إليهم بعد وفاة والده.
يشار إلى أن علي العبدالعال سيخرج اليوم من المستشفى ليكون في فترة نقاهة في منزل والده وستحدد مواعيد الزيارة لاحقًا، وتتمنى «جهات الإخبارية» له ولشقيقه منصور دوام الصحة والعافية.