بالصور.. أمسية صهيل الكلام تحتفي بالشاعر شفيق العبادي

احتفى صالون صهيل الكلام الأدبي بالقطيف، بالشاعر شفيق العبادي، في أمسيته ال88، التي تناولت تطور القصيدة العربية، وركزت على تطور الصورة في الشعر العربي والأوروبي.
وقدم الشاعر علي الشيخ لضيف الأمسية الشاعر شفيق العبادي فقال: هو أحد أبرز شعراء القطيف أنجبته عشتار الجمال من رحم الألق فتسلق على جلالة الحرف حتى تخلقت روحه بمجازات التكوين، مسكونٌ بهاجس الوعي الشعري منذ مراحله المبكرة، وهبتهُ الطبيعةُ مفاتنها، فغامر في مضمار الحرف وسحر الكلمة، وأناقةِ البيان، حتى أصبح شاعرا من نسيج فردانيته.
وبدأ الشاعر شفيق العبادي الأمسية بقراءة نص شعري طويل ينثر من خلاله سيرته الذاتية ذاكرة البواكيز الأولى لطفل القرية مولود العذارى الأشهى.
وعقب ذلك، قدم الشاعر شفيق العبادي ورقة نقدية حول تطور الصورة في الشعر العربي والأوروبي، ركز فيها على استدعاء مقولات التعريفات متنوعة عربيا وأوربيا.
وحاول العبادي أن يستقصي أثر الصورة الشعرية على مستوى التحديث الشعري، والوعي الثقافي لدى المبدع والقارئ.
وفي ختام الأمسية، قدم الشعراء هادي رسول وفريد النمر نصين شعريين في مدح الشاعر شفيق العبادي، كما بعث الشاعر حسين السنونة برسالة شكر للشاعر على إقامته الأمسية.
وعبر الشاعر محمد الحميدي عن إعجابه بتجربة الشاعر شفيق العبادي، قائلاً: ”كانت جلسة ثرية جميلة استطاعت فتح نوافذ متعددة على صعيد تجربة الشاعر شفيق العبادي حيث تميزت بالانفتاح والأريحية ودوران الآراء بين الحضور من أجل إلقاء المزيد من الأضواء على تجربته التي امتدت لأكثر من أربعين عاما وتوجت مؤخرا بصدور ديوان“ شيء يشبه الرقص ”والأمنيات أن تتلوه ثلاث مجموعات شعرية تمثل خلاصة تجربة الشاعر“.
وأشاد الشاعر ياسر الغريب بتجربة الشاعر شفيق العبادي، قائلاً: ”كانت ليلة الصهيل مفعمة بالحيوية والجمال.. حضرت سيرة الشاعر شفيق العبادي الذي ضرب لنا مثالا للتجدد الإنساني والإبداعي معا.. أما عن قراءته عن الصورة الشعرية في القصيدة العربية فهي قراءة واعية ومنفتحة على الآخر.. فجميع الأنماط تشكل ذائقة الشعر في أبهى تجلياتها“.
ووصف الشاعر عبدالغفور الدهان الأمسية قائلاً: ”جلسة الصهيل مع اأي فراس هذه المرة مختلفة فسؤال الجلسة كان مباشر وواضح لكن أبا فراس كان ملتفتا إلى أين سيأخذه هذا النحو من الأسئلة التي قد تأخذه لأماكن لا يرغب بالدخول فيها لهذا أمسك لجام فرسه وأخذ الصهيل بكل براعة وذكاء إلى أماكن وقراءة لم تكن مألوفة ومتوقعة كما تعودنا عليه هي ورقة نقدية تشبه نورسة بيضاء خلعت ضوء الصباحات على كتفيها، نورسة من نوارسه التي خبئها بحرص شديد خوفا من هروبها أو ضياعها يوما من الأيام في لحظة ضعف وخيانة من موجة الشاطئ، ورقة أو نورسة لا تتحمل الأسئلة التي تطلب إجابات محددة وهي بقدر ما ورقة تشجع على محاولة القراءة والتحليق وفهم ما استبطن من أسرار القصيدة العربية وبالخصوص الصورة الشعرية“.
وعبر القاص والكاتب حسين السنونة عن مشاعره تجاه الضيف العبادي فقال: إن أطفال جزيرة تاروت يولدون وأول ما يلمس جسدهم الناعم هواء البحر قادم من البحر ورائحة تترقص عبر النخيل والأشجار، تحرق أمهاتهم أعواد من البخور مكتوب عليها اسم عشتار تحت أقدامهم، يجيدون السباحة في الحياة كما كانوا قبلها في محيط البحر الذي كان شبه دائرة حول جزيرتهم وحمامهم المشهور الذي هو أحد أساسيات قلعة عشتار، عشتار اسم تلك الملكة التي مازالت محفورة في تاريخ الجزيرة. ليس غريبا أن تلد إحدى أمهات جزيرة تاروت شاعرا بشموخ وقوة وجمال الشاعر العربي شفيق العبادي.
وأشاد الشاعر محمد آل قرين بتجربة الشاعر شفيق العبادي، قائلاً: ”لم يكن الشاعر شفيق العبادي شاعرا في ميدان صهيل الكلام فحسب، بل كان منظِّرا حادَّ الرؤية، وثاقب النظرات التي لم تستشحم ورمًا، بل كان يفوه ضوءا، ويصمت عطرا، ولم يكن ليمتلك هذه الرهافة لولا أنه اكتحل بالأقمار المعرفية، وقد كان مذهلا في تتبعه لمبحث نمو الصورة الشعرية عبر مراحل القصيدة عربيا وعالميا من خلال متطوره الخاص وتجربته التي تربو على الأربعين عاما من الوعي والكتابة“.