الخطاط «عابد» يستعرض تجربته الفنية في أحدية صهيل الكلام

استعرض الخطاط حسن آل رضوان، تجربته الفنية في صالون صهيل الكلام بالقطيف، في أحديته ”87“، جامعًا حوله نخبة من المثقفين والمهتمين.
وبدأت جلسة الصهيل بافتتاحية تعريفية، قدمها على الشيخ، واستعرض كلمة مسجلة بصوت الخطاط إبراهيم الزاير، متحدثا في شهادة معاصرة عن تجربة ”عابد“.
وشهدت الجلسة حوارًا حول الرؤية الفنية والجمالية والثقافية لأي خطاط، وكيف يمكنه تطوير هدا الفن المغلق على قواعده، وجرت الكثير من النقاشات الممتعة، تحدث فيها وعنها آل رضوان بكل وعي وراية، حديث الخبير والمنظر لها.
وانطلق آل رضوان، والذي يوقع إنتاجه الفني باسم ”الخطاط عابد“، في الحديث عن تجربته في فن الخط منذ النشأة الأولى التي سبقتها عدة إرهاصات مهمة حيث كانت كفيلة لإيصال هذا الفتى لمرحلة العالمية في فن الخط العربي.
وبين أن شغفه بالخط قاده للالتحاق بكلية المعلمين بالدمام، حيث تخرج منها متخصصا في مجال الفن والتشكيل، وكان قد مارس تدريس مادة التربية بوزارة التعليم ومازال.
وروى كيف بحث عن ضالته لاكتشاف ذاته، وتطوير تجربته حيث صحب الفنان الكبير نافع التحيفاء، ولازمه لينهل من درسه وتوجيهات، واستمرت لعدة سنوات متواصلة وبعدها درس على أيدي فنانين أتراك حتى نضجت موهبته واشتد عوده، وأصبح أيقونة بارزة على مستوى الخليج والوطن العربي.
ومارس الضيف الكتابة وشرع بتدريس فن الخط وإعطاء الورش العملية والدورات التدريبية وأصبحت لمساته وعطاءاته تشهد له في كل ميادين الجمال في القطيف التي يسكنها والمملكة التي ينتمي إليها والوطن العربي الذي يعشقه.
من جهته، تحدث الشاعر والخطاط إبراهيم الزين لصحيفة ”جهات“ الإخبارية عن ضيف الصهيل، فقال: هذا الرجل ليس غريبًا عني ولا أنا غريبٌ عنه، حيث جمعتنا القرية والحارة والجيرة، أذكره صبياً هادئاً منطوياً، لا نكاد نراه إلا عابراً في سبيله.
وأضاف: غاب عنا سنينا، ثم ظهر لنا علماً شامخاً في مجال الخط العربي وجماله وتعقيداته التي لم يكن يفقهها أغلبنا ممن حضر أمسيته، وبحكم هوايتي القديمة للخط، ما كنت أحسب أن ما أدعيه من معرفتي لهذا الفن هو إدعاء باطل وبعيداً عن الخط وحرفيته.
وتابع: أخذنا ”عابد“ وهو الاسم المعروف به حسن في عالم هوايته، أخذنا إلى دهاليز متشعبة للخطوط العربية، وتفاصيل لا تقل عن أي فن من فنون الثقافة والأدب، بل أنها تزيد دقة وتعقيداً وجهداً بشكل لم نكن نتصوره مطلقاً، ولم يكن من السهولة فهم هذه التفاصيل لولا براعة الأستاذ حسن في الحديث وروعته في الإسهاب الشيق والذي لا يُمل، وكان لثقافته دور كبير جعلتنا نستوعب ما استعرضه، فالرجل صاحب اطلاع واسع، وقارىء وملم بمختلف العلوم، والشعر والأدب والفنون ذات العلاقة.
وأكمل: انتهينا حيث لم ننتهي، فالحديث والوقت لم يكونا كافيين للإلمام بكل تفاصيل الجمال الذي أحاطنا به الأستاذ الرضوان، ونحتاج لأكثر من حلقة حتى نحيط بعالمه المتشعب والممتد لعقود كانت كفيلة لأن تبرز لنا هذه القامة الفارعة والشخصية الجاذبة.