بالصور.. «الجود».. مؤسسة وقفية تخطو أولى خطواتها في التنمية المجتمعية
البوعلي: إذا أردنا أن نطمئن بمستقبلنا فعلينا بالأوقاف
السيد ”الناصر“: مؤسسة جود تحقق معايشة النعمة والخير في الدولة المباركة
الشيخ ”العبيدان“ يدعو للمشاركة الإيجابية في الأوقاف
الشخص: كيان مؤسسي يتطلع إلى إدارة الأوقاف وحوكمتها
المطاوعة: دور متعاظم في خدمة جميع أفراد المجتمع
المستشار السلطان يحدد اللوائح والأنظمة ذات العلاقات بالأوقاف
نظمت مؤسسة الجود الوقفية، حفلًا تعريفيًا، أمس الاثنين، تحت رعاية مدير خدمات الأوقاف بالمنطقة الشرقية، د. أحمد البوعلي، بحضور السيد علي الناصر ورئيس أمناء مؤسسة الجود الوقفية عدنان الشخص، والشيخ محمد العبيدان، والمستشار الوقفي عبدالله السلطان.
من جهته، قدّم رئيس دائرة الأوقاف بالشرقية أحمد بن حمد البوعلي الشكر لمؤسسة جود الوقفية على كل الجهود المبذولة في خدمة الوقف العمل الوقفي، وتطلع إلى قدرة مؤسسة ”جود“ على تحقيق أفضل أوعية الإحسان، وتوظيف نعمة المال لتحقيق فوائد عظيمة في تنمية المجتمع.
ودعا المواطنين إلى التبرع للأوقاف معلقا: "إذا أردنا أن نطمئن بمستقبلنا فعلينا بالأوقاف، وإذا نريد أن نحقق غاية ورسالة طيبة فعلينا بالأوقاف، وليوفق كل ذي سعة من سعته حتى نحقق خيرا كثيرا للفرد والمجتمع.
وأكد السيد علي الناصر أنه من الواجب علينا أن نشكر الله عز وجل، الذي لا حدود لنعمه، وأن نحمده على أن يكون لنا دولة تحمينا في أنفسنا، وفي أعراضنا وتعطينا البصيرة في الوصول إلى الحق الذي يرضي الله سبحانه وتعالى.
وأضاف ”أنه لا شك أن هذا مشروع مؤسسة“ جود" هو وجه من وجوه الدولة المباركة، لا نستطيع أن نقول إلا أنه زرع قد وصل إلى حدوده وأشرقت ثمراته وكان عطاء بالدرجة الأولى لهذه الدولة التي نحن نعيشها.
وأوضح أنه لولا الأمن والأمان لما استطعنا ان نجتمع اليوم لنشكر القائمين على ”الجود“ لهذه المؤسسة ان يفتحوا خاتمها، مبينًا أن مؤسسة جود وجه يعبر عن النعمة، متابعا علينا أن نكون حريصين بالنعمة الأولى وهي خادم الحرمين ورعايته الكريمة لشعبه وكذلك ولي عهده الأمير محمد بن سلمان، وأن نحفظ الود لهم، وان نكون ممن يستعد بالتضحية والعمل.
وبدوره، قال الشيخ محمد العبيدان: إن هذه المؤسسة المجتمعية النافعة، سيكون لها في المستقبل مجموعة من الآثار المهمة جدا على أبناء المجتمع، مضيفًا أن ذلك يتضح من خلال الرؤية والمشاريع التي يطمح لها الأخوة القائمون على تنفيذ هذه المؤسسة.
ودعا إلى المبادرة إلى مثل هذه الأعمال الخيرية والمشاركة بقوة فيها، موضحا أن الإنسان يحتاج أن يعمل لآخرته كما يعمل لدنياه.
وقال رئيس أمناء مؤسسة الجود الوقفية السيد عدنان الشخص: إن المملكة حرصت على إتاحة الفرصة للمواطنين لإنشاء المؤسسات الوقفية، للحفاظ على الأوقاف وإداراتها وحوكمتها ومراقبة أدائها، مضيفًا: ”نحن بحاجة إلى أن يكون العمل الوقفي عمل مؤسسي مبني على أسس فعّالة وليس على أسس فردية أو عشوائية“.
وضرب ”الشخص“ مثالًا بأن بعض أولياء الوقف قد يتوفون، وبالتالي لا يجد مَن يقوم على إدارته فإما يندمج أو يتراجع أداؤه، فيفضل في هذه الحالة إدارته من جانب مؤسسي وهذا حرصت عليه المملكة في التنظيم الأخير للموضوع.
وتابع: من هنا يأتي دور مؤسسة ”جود“ والتي تهدف إلى توسيع دائرة الاستفادة من الأوقاف، وتعظيم أغراضها العبادية والدينية، ومشروعيتها.
وذكر أن الأوقاف قد تشارك في التنمية الاجتماعية، فعلى سبيل المثال بعض الأوقاف الأمريكية مثل جامعتي هارفرد أو ستانفورد هي مؤسسات وقفية وليست مؤسسات تعيش على دعم الدولة أو ربحية.
وتساءل: لماذا لا يكون لدينا في المملكة مثل هذه الأوقاف، مشيرًا إلى أن دور مؤسسة ”جود“ سيتجلى في التنمية الاجتماعية أيضًا، فعلى سبيل المثال أنشأ ”السيد علي الناصر“، مركزًا لعلاج الأورام في القطيف، لكن تعثر تشغيله بسبب شراء جهازين، وتم مناشدة أهل الخير بالتبرع، حتى يتم تشغيل المركز لخدمة المواطنين، وهنا يأتي دور مؤسسات الأوقاف.
بدوره، بيّن الأمين العام لمؤسسة الجود الوقفية ”طالب المطاوعة“ أن مفهوم المؤسسة الوقفية أو هيئة الأوقاف هو القيام على رعاية شؤون الوقف وإدارته بالشكل الذي يحافظ عليه، مؤكدًا أن المملكة كانت حريصة على معالجة قضايا الأوقاف وتنميتها، عبر تشريعات ولوائح دقيقة.
وكشف ”المطاوعة“ أن ثمة فارقًا بين المؤسسات الخيرية والوقفية فالأولى ينصب عملها على الفقراء والأيتام كما هو معروف للجميع، أما الأخيرة؛ فيتعاظم دورها في خدمة جميع أبناء المجتمع، لاسيما المستشفيات على سبيل المثال.
وذكر أن هناك أمثلة للوقف في الدمام المستشفى المركزي، أو مركز البابطين أو مركز الدكتور عبدالله السيهاتي، وغيرهم وجميعهم يقدم الخدمات العلاجية لكل طبقات المجتمع الغني والفقير، المحتاج وغير المحتاج، لذا فإن المؤسسات الوقفية دائرتها المجتمعية أوسع.
وأشار ”المطاوعة“ إلى أن مؤسسة جود هي مؤسسة وقفية مجتمعية مُحكمة، يتشارك فيها الصغير والكبير والرجل والمرأة، من أجل وضع الاستراتيجيات والرؤى والأهداف.
وأضاف أن هناك الكثير من الأوقاف لها ريع رائع ولها أوجه إنفاق لكن الكثير منها ميت أو مبعثر وليس له ناظر أو إدارة أو أوراق أو صك وقفي، لذلك عملت الدولة على حل هذه المشاكل بالحصول على ترخيص من خلال دائرة الأوقاف والهيئة التي أطلقتها المملكة، وكان هذا هو هدفنا الأول.
ولفت إلى أن الهدف الثاني هو نشر ثقافة الوعي بالأوقاف، وأصبح الرجال والنساء يسألون عن الوقف على حد سواء، مبينا أن الهدف الثالث يتجلي في كيفية إدارة الوقف حيث يدار بشكل مُؤسسي بأقسام أقيمت على مفهوم ونظام إداري حديث، وهو ما يعرف باسم ”مفهوم الإدارات البنكية“، أي أن هناك إدارة مركزية إقليمية، ولها أقسام ولديها عاملون.
واستعرض زكريا العبدرب الرضا، مجموعة من المبادرات أو الاستثمارات الوقفية، التي ستكون رافدًا لعمل مؤسسة ”جود“ ومحققة لأهدافها وطموحاتها بما يحقق خدمة للمجتمع الخيرية بشكل مستدام.
وأضاف أن تلك الروافد تعمل على تحقيق رؤية المؤسسة في بناء مؤسسة وقفية تتبنى منهجية علمية لتطوير أساليب ادارة الوقف من خلال تأسيس وصناعة الأوقاف وتنميتها لتكون نواة خدمات اجتماعية مستدامة.
وطمح ”الرضا“ إلى استحداث مبادرات وقفيّة تتماشى مع متطلبات المجتمع، موضحا أن من أكثر المبادرات والاستثمارات الوقفية، التي تسعى ”جود“ هي العمل على مأسسة الأوقاف الحالية من العقارات المختلفة والمتنوعة وإعادة تأهيلها وتطويرها وتنميتها لتعظيم منفعتها.
من جهته، استعرض المستشار الوقفي عبدالله السلطان بعض الأنظمة واللوائح الخاصة بالعمل الوقفي، مشيرا إلى أن العمل المؤسسي يعد مؤشرا على المجتمعات المتحضرة، موضحًا أن العمل المؤسسي يحقق الكثير من الأهداف والغايات ويسعى لتحديد الأدوار وتوزيعها بشكل منضبط.
ولفت إلى أن أهم ما يميز العمل المؤسسي أنه هو الانفتاح على العالم الخارجي امتلاك عقلية ناضجة، والابتعاد بشكل تام عن عقليات السيطرة والتملك، والعشوائية، مشيرا إلى أن أنه يساعد على التخطيط والتنظيم السليم وامتلاك عقلية إيجابية في التفكير وتعال عن السوداوية وامتلاك المهارات الإدارية التخصصية.
وحدد ”السلطان“ أبرز الأنظمة ذات العلاقة المباشرة بالأوقاف، مثل نظام الهيئة العامة للأوقاف، ونظام الجمعيات والمؤسسات الأهلية، ونظام الجامعات، ونظام المرافعات الشرعية، تنظيم مجمع الملك عبدالعزيز للمكتبات الوطنية، ومشروع مبادئ حوكمة الأوقاف.
وذكر أن هناك أنظمة أخرى لها علاقة غير مباشرة بالأوقاف مثل نظام الأئمة والمؤذنين، ونظام خدمات حجاج الداخل، ونظام التجارة الإلكترونية، حيث جرى إطلاق منصة ”وقفي“ الإلكترونية على جوجل يطلق من خلالها المشاريع الوقفية ويتاح للجميع المشاركة فيها، وكذلك نظام المنافسة الحكومية ونظام غسيل الأموال، ونظام مكافحة جرائم الإرهاب وتمويله، ونظام الشركات، ودور النشر.
وتابع أن ثمة لوائح لها علاقة مباشرة مع الأوقاف مثل لائحة تنظيم أعمال النظارة، ولائحة إنشاء المحطات الاستثمارية، ولائحة رسوم الأراضي البيضاء وغيرها.
