آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 6:26 م

القطيف.. مختص يرسم 3 مسارات لتحقيق «الاستقرار الزوجي»

جهات الإخبارية

أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن الحب لا يصنع السعادة، ما لم تتوجه الخبرة وصناعة الفرص العاطفية، وذلك خلال أمسية توعوية نظمتها إدارة مشروع ”يسر“؛ لتيسير الزواج في جمعية العطاء النسائية الأهلية بالقطيف، عبر منصة ”زوم“ الافتراضية هذا المساء بعنوان ”البقاء في مشاعر المودة“.

وأوضح أن الاستقرار الزوجي يرتكز على ثلاثة عناصر مهمة، هي المودة، الرحمة، المعاشرة بالمعروف، منوهًا بأن إظهار مشاعر المودة في السلوكيات والتعامل بين الزوجين هو المحور الأقرب لخلق السعادة، معتبرًا إياه بمثابة الوقود لتأجيج العاطفة، طالما استنطقها أحد الزوجين بالشكل الصحيح والأنسب، واستثمرها بطريقة تحفز المشاعر الإيجابية.

وبيّن أن تنويع مصادر السعادة يُسهم في تعزيز مشاعر الود والمحبة، كالمواقف البسيطة ذات التأثير الألطف على النفس.

وأكمل: العنصر الثاني للاستقرار الزوجي هو الرحمة وهو حالة من التأثر النفسي أمام الشخصيات أو المواقف التي تستدعي مد يد المساعدة، والعطاء بلا عوض، كما أن الرحمة تمثل نوعاً من النضج الانفعالي، أو ما يشبه الملطف للمشاعر، كونها تضبط الاندفاعات الانفعالية السلبية، بحيث تفتح مجالاً أكبر لخلق فرص التغيير بين الطرفين على المستوى الأفضل.

وأضاف: وجه من وجوه الرحمة هو الإحسان في العلاقات وهو أحد مستويات الحب الكبيرة، التي نحمي بها العلاقة من الكثير من الاندفاعات الضارة، ومثله اللطف الذي يُعد من أهم المؤشرات للاستقرار العاطفي، بحيث يشعر معه الشريك بالرعاية والاهتمام.

وعن العنصر الثالث لإبقاء مشاعر المودة، قال: إن المعاشرة بالمعروف عنصر مهم من عناصر نجاح الزواج، وأشار أن الدراسات النفسية حددت قرابة 75 % من السعداء في العلاقة الزوجية هم من لديهم التزام بالعلاقة، ليتحمل كل منهما جانبه من المسؤولية، ويتعاون بتواضع مع الآخر، بالإضافة إلى رفع مستوى التعامل الإيجابي بما يدعم العلاقة، ويُشبع حاجة الآخر من الحب، والاهتمام، وتقدير الذات، وتعزيز الثقة والأمان.

وبيّن أن التغيير الأمثل هو التركيز على تغيير الذات، بعيدًا عن محاولة تغيير الآخر، وهنا يُحفز حالة العقل المرن التي تعني زيادة العادات اللطيفة بما فيها التفكير الإيجابي، والتعلّم على محاولة الضبط الانفعالي، وإدارة الحالات العاطفية وتأثيرها في الطرف الآخر، بحيث لا يسمح ببقاء المشاعر في الدائرة السلبية، وهو دافع لتعزيز السلوكيات التي ترفع من مشاعر المودة، وتخفض نسبة التوتر في العلاقة.