آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 6:26 م

استشارية: الطباعة الحيوية للأنسجة والأعضاء البشرية ثورة علمية واعدة

جهات الإخبارية زهير الغزال - الأحساء

أكدت الأمين العام للجمعية العلمية السعودية للدراسات الطبية الفقهية استشاري وزميل الكلية الملكية البريطانية للنساء والتوليد ومساعدة الإنجاب والوراثة التناسلية الدكتورة حنان بنت علي سلطان، أن الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد للأنسجة والأعضاء البشرية تُعد ثورة علمية واعدة وتقنية رائدة تُتيح تصنيع أنسجة محاكاة حيوية متعددة النطاقات ذات هندسة خلوية معقدة في المختبر.

وأضافت: هي بذلك تكون منقذة للأرواح ومعالجة لمشكلة الندرة البشرية في الأعضاء، وطول قائمة الانتظار، إضافة إلى زيادة فرصة نجاح الزراعة كون الطباعة تستخدم خلايا الإنسان نفسه وبالتالي تحل مشكلة الرفض المناعي للعضو المزروع من المتبرعين.

وأوضحت في بحثها العلمي عن ”طباعة الأعضاء التناسلية بين الطب والشريعة“، الذي قدمته في الندوة الدولية لطباعة الأنسجة والأعضاء في الكويت، والذي دعت إليها المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، بالتعاون مع العديد من المنظمات والهيئات الشرعية واختتم أعمال جلساته موخرًا، أن هذه التقنية بدأت منذ عام 2003م في الحيوانات.

وتابعت: في السنوات الماضية نجحت طباعة الأربطة والغضاريف في البشر، وسرعان ما تطورت لتشمل نجاحات عدة في طباعة الجلد وغضروف الأذن الخارجية وقرنية العين وغضاريف القصبة الهوائية وصمامات القلب، وجزء مصغر من الكُلى وقطعة من الكبد وقلب بحجم صغير في البشر.

وأشارت إلى نجاح الباحثين في عدة مراكز حول العالم وخاصة في الصين وامريكا واوروبا في تجارب عديدة لطباعة العديد من أعضاء الجسم في الحيوانات مستخدمين أنسجة وخلايا بشرية لتطوير الحبر الحيوي المناسب وتنمية الخلايا البشرية في المختبر.

وأضافت د. حنان أنه في حال نجاح تطبيق طباعة المبيض على البشر، سيكون هناك فوائد علاجية جمة، لعل من أبرزها تمديد عمر الإنجاب لدى المرأة، وإعادة الأمل في الإنجاب للائي يعانين من مشكلات في المبايض تمنعهن من الإنجاب مثل قلة مخزون البيض وفشل المبايض الثانوي والذي تعاني منه حوالي 1% من السيدات حول العالم.

وأكملت: إضافة إلى ذلك فأن تقنية طباعة المبيض قد تمثل الحل الأمثل لمريضات السرطان اللواتي لا يُنصح بزراعة أنسجة المبيض المجمدة والمذابة بعد إستخدام العلاج الكيماوي أو الاشعاعي لهن، حيث هناك إحتمالية وجود بعض الخلايا السرطانية الموجودة في المبيض الذي تم استئصاله قبل العلاج الكيماوي حسب الدراسات الحديثة والتي قد تسبب رجوع السرطان لهن بعد العلاج، ومن الممكن بشكل كبير أن يستفيدوا من المبيض الاصطناعي القابل للزرع لإستعادة خصوبتهن.

ونوهت بأن هذه الانجازات مجتمعة ستساهم بمشيئة الله تعالى في فهم فسيولوجية عملية الولادة، الأمر الذي قد يساعد في الوقاية ومنع الولادة المبكرة وتقليل نسبة ولادة الأطفال الخِداج، كما يمكن ترميم الندب والتليفات بعد إجراء العمليات القيصرية المتكررة أو استئصال الأورام الليفية في الرحم التي قد تسبب انفجار الرحم مع الولادة وخاصة في حالات المشيمة المتقدمة والمنغرسة في جدار الرحم.

وشددت د. حنان على أهمية اتباع نهج ”متكامل“ لضبط الجوانب الأخلاقية والتدابير القانونية مثل إنشاء لجنة دولية متعددة التخصصات للعمل على إطار سياسات الطباعة الحيوية ثلاثية الأبعاد، وتشمل براءات الاختراع وضوابط فعالة لمنع سوء الاستخدام والحاجة إلى الرقابة التنظيمية.

ودعت إلى ضرورة إنشاء فرق على المستوى الوطني لتقييم تحليل المخاطر والفوائد، مع الأخذ في الاعتبار وجهة النظر الثقافية والدينية والجوانب القانونية والاجتماعية.