خسائر المطاعم والمقاهي.. غياب «دراسة الجدوى» أبرز الأسباب

تفاعل رواد منصة «إكس»، مع صورة للوحة في أحد المطاعم في المملكة، كُتب عليها «المطعم للتقبيل، تكلفته 4 ملايين، والحد 500 ألف ريال».
وأثارت الصورة استهجان الكثير من المهتمين بالتجارة، مع موجة إغلاق المطاعم الحالية، وعزى بعضهم السبب إلى عدم دراسة جدوى المشروع مسبقًا.
وفي ظل البيئة التجارية المتنافسة والتحديات المتزايدة، تواجه مشاريع المطاعم والمقاهي تحديات هائلة تهدد استدامتها وقدرتها على تحقيق الأرباح.
وتعد خسائر هذه المشاريع واحدة من القضايا المُلحة التي يواجهها أصحاب الأعمال والمستثمرين في هذا القطاع، وتتطلب تحليلاً دقيقًا للأسباب المحتملة.
وعلّل البعض على أسباب انتهاء بعض مشاريع المطاعم في فترة قصيرة بالمنافسة الشرسة، التي تؤثر في استدامتها مع انتشار عدد كبير من المطاعم في المنطقة، فيواجه أصحاب المشاريع صعوبة في جذب الزبائن والتميز عن المنافسين.
وعلّق آخرون على طريقة التسويق للمطعم، وأن العروض الترويجية والتخفيضات المتكررة لا تتعدى كونها حلًا مؤقتًا لزيادة الإقبال، وتؤثر على الربح العام.
ويرى الكاتب في الشأن الاقتصادي عبدالله الخميس أن الاستثمار في الأسهم بات أقل خطورة من افتتاح مشاريع المطاعم والمقاهي.
وأكدّ البعض الآخر أهمية دراسة الجدوى للمشروع، إذ تعد أداة هامة لتقييم جدوى المطاعم والمقاهي كمشاريع تجارية في السعودية.
وتهدف دراسة الجدوى إلى تحليل وتقييم العوامل المالية والاقتصادية والتسويقية المتعلقة بالمشروع لتحديد ما إذا كان سيكون مربحًا ومستدامًا في السوق المحلية.
وبيّن مالك الأحمدي أن البعض يصب اهتمامه على الديكورات المبالغ فيها وبأسعارها، ويتناسى حساب التكلفة العمالية والتشغيلية، فلا يمكن تجاهل أهمية إدارة المشروع وتحليل البيانات المالية بدقة، وكذلك تقييم الأرباح والخسائر بانتظام وتحديث الاستراتيجيات وفقًا للتغيرات في السوق والظروف الاقتصادية.
وقال المستثمر محمد محفوظ: إن أي استثمار بدون دراسة مجدية يعتبر استثمار عالي المخاطر مهما كان القطاع المستهدف.
وأكد المختص بحساب تكاليف المطاعم محمود رجب: لتفادي تسريع وتيرة إغلاق المطعم أو عرضه للتقبيل، يجب أولًا الإلمام بمعلومات حول تكلفة المنتجات وهندسة قائمة الطعام ومعرفة قراءة الفواتير الصحيحة ومطابقة المبيعات ومواكبة طرق التسويق ومعرفة جيدة بقوانين المؤسسات الحكومية مثل الزكاة والضرائب، وهنا تأتي أهمية دراسة الجدوى.