آخر تحديث: 29 / 4 / 2025م - 1:36 م

أخصائي يشرح أهمية «وقت الأسرة» في إيجاد بيئة جاذبة للأبناء

جهات الإخبارية سوزان الرمضان - صفوى

أكد الأخصائي النفسي والمستشار الأسري ناصر الراشد، أهمية ”صناعة الفرص العاطفية والإيجابية“ داخل الأسرة؛ لتكون جاذبة تحتوي أبنائها وتنجح في التواصل مع مكونهم النفسي والاجتماعي والمعرفي.

إعداد وصناعة

ودعا في محاضرته بعنوان ”السعادة داخل أسوار البيوت“، بصفوى، مؤخرًا، إلى الاهتمام بإعداد وصناعة وقت الأسرة ليكون جاذبًا، يؤثر في الشخصية، ويهيئ الأبناء للتعامل مع الخارج.

جرعات وقائية

وعدد بعض أدوار الأسرة في تزويد أبنائها بالثقافة الوقائية ”جرعات وقائية“ من مشاعر وقيم وثقافة يستطيع بها مواجهة الخارج، مبينًا أن التربية عبارة عن مواقف كفرص تربوية، وباستغلالها ننفتح على شخصية الأبناء ونتعرف على جديدهم وما يؤثر فيهم.

دعوات وفرص

وحذر من إظهار الانزعاج من رغبة الأبناء بالحديث معهم، وصعوبة الرفض على مكونهم النفسي، داعيًا إلى اعتبار ذلك دعوات وفرص وعروض منهم، لا يجب تفويتها فهي فهي نافذة على شخصياتهم.

قلب نابض

وأشار إلى أهمية دور الأسرة، ليس باعتبارها ثروة وطنية، ومصدر رأس المال البشري فقط، بل هي ”قلب المجتمع النابض“ الذي إذا كان سليم، أثر إيجابًا في بقية أنساق ومكونات المجتمع.

شخصيات معطاءة

وقال: إن الأسرة ”المستقيمة والجاذبة“ تساعد في خلق شخصيات معطاءة لها حضور اجتماعي فاعل، فهي الحاضنة وصاحبة الأولوية في زرع القيم وتعديل السلوك، الذي يتشكل 75% منه داخل الأسرة، وفي الخمس سنوات الأولى بالتحديد.

التواصل الإيجابي

وعدد بعض أدوار الأسرة في تعليم الأبناء ”التواصل الإيجابي“ مع النفس والآخرين، من خلال ”العبارات الإيجابية“، والتي تظهر في التشجيع والتعاون واللطف والحب والمودة والمثابرة التي تحمّل الإنسان على المسؤولية الاجتماعية، وتختفي فيها العبارات السلبية.

مكونات أساسية

وأضاف: فيها نتعلم المكونات الأساسية للشخصية، من ”العواطف الإيجابية“ كالحب واللطف واللين، وتوظيفها في الحياة لتكون أفضل وأكمل اجتماعيًا، وكذلك الاستقلال، والانتماء للأسرة والمجتمع والعقيدة والوطن، والتعاون، والخبرات الاجتماعية كالذوق الاجتماعي.

الصدمات النفسية

وبين أن من وظائف الأسرة الكبرى، كونها خط الدعم الاجتماعي الأول، الذي يساعد في الوقاية من تأثير الصدمات النفسية، كاضطراب ما بعد الصدمة، واجتياز صعوبات الحياة بيسر وسهولة.

الاحتواء الأسري

وأشار إلى أثر الاحتواء الأسري في سرعة التعافي والاستجابة للعلاج النفسي، وكونه مكملًا للعمليات العلاجية النفسية، ودور الأسرة المتقاربة في ملاحظة أي طاريء على شخصية أبنائها والتصدي له فلا تطول مدة المعاناة.

جو متسامح

وشدد على أنه كلما كانت الأسرة مترابطة، وهناك جو أسري متسامح إلى حد ما، يقبل أفراده، ولديهم شعور بذلك، سنجد أن هذه الأسرة تخلو من الاضطرابات النفسية وغيرها.

الجانب الاجتماعي

وأشار إلى دور الأسرة في تعليم أبنائها الجانب الاجتماعي، والمهارات الاجتماعية، والبرستيج، والذوق الاجتماعي، وكذلك ”الجانب المعرفي“ والذي قد تفتقده أغلب الأسر.

تبادل الآراء

وأكد أهمية ”الجانب المعرفي“ في الإثراء، والأخذ والعطاء، وتبادل الآراء مع الأبناء في تقليل الفجوة معهم، ومساعدتهم على مواجهة التيارات التي قد تأخذهم بعيداً عن قيمهم الاجتماعية والدينية والوطنية، والتعرف على شخصياتهم وإيصال الأفكار لهم.

حوارات معرفية

وقال: إذا لم نقم نحن بهذه المهمة سيقوم بها الآخرون وسنفقد التواصل معهم، مشددًا على ضرورة إيجاد طريقة لفتح حوارات معرفية وفقهية وعقائدية وفكرية متنوعة ومتعددة معهم.

دراسات أجنبية

وتابع: مما يؤسف له قلة الحوارات الموجهة في الأسرة نحو قيمة معينة، تنتج أشخاص لهم عادات وأثر اجتماعي إيجابي، مشيرًا إلى ما تفيد به دراسات أجنبية من قضاء الأهل 35 دقيقة باليوم في حوار أسري، بينما في مجتمعنا قد تمر أيام لا نسعى له.

آثار إيجابية

ونوه بالأثر الايجابي لوقت العائلة والاستماع للأبناء وآرائهم في ”الطلاقة، والثقة بالنفس، وبناء الثقة في الشخصية“، معلقاً أن العديد من الناس متفوق أكاديمياً ولديه قدرات عقلية واستعدادات للتعلم، لكنه يفتقر إلى بعض السمات الاجتماعية؛ كالثقة بالنفس.

إنجاز كبير

وحذر من الطريقة الخاطئة في التعامل مع نجاحات الابن، بالتركيز على النقص، وعدم تقدير الإنجاز الكبير الذي يحققه، فينشأ بمعتقد ”إما أن أكون الأول في كل شيء، أو أنني فاشل“.

النمط الوالدي

ودعا الأهل إلى مراجعة ”النمط الوالدي“ هل يؤثر سلباً في الأبناء أم إيجاباً، لافتاً إلى أن النسبة الكبيرة من شخصية الإنسان تتشكل في بيئته الأسرية وجوها العام، وخبراته التربوية فيها وطريقة التعامل، هي التي تصنعه وتوجه حياته وتعتبر بمثابة خارطة طريق.

النمذجة والمشاهدة

وبيّن أن غالبية سلوك الإنسان متعلم بالنمذجة والمشاهدة، أكثر منه بالوراثة، وأن غالبية الناس انعكاس حقيقي لأسرهم، حيث تشير بعض الدراسات إلى دور الأسر ذات الضبط الشديد في خلق شخصيات قلقة، أو مضادة للمجتمع إذا كانت لديهم مشاكل اجتماعية فلا يعرفون التعاطف.

صناعة البهجة

وقال: إنه كلما تميزت البيئة الأسرية باللطف والرفق واللين ستكون جاذبة للأبناء، وكلما امتلكت مقومات صناعة البهجة والمرح والسرور ولم يغلب عليها الطابع الرسمي، استطاعت صناعة جو يقربهم من بعض.

مستوى التحصيل

وأشار إلى دور ”الأسر المعانقة“ في "ارتفاع مستوى التحصيل، يكون الابن مهيئًا للتعلم والتركيز، وليس لديه قلق يصاحبه على مقاعد الدراسة، ويعلم أن إنجازه سيقابل بالتقدير والجائزة من أسرته.

الخبرات التربوية

ولفت إلى دور الخبرات التربوية وانتقالها مع الإنسان في مراحل حياته، كما في تشكل هوية النجاح والفشل، وأهمية طرق التعزيز في الدافعية للتعلم، وتوفير بيئة أسرية تتضمن مشاعر وعواطف إنسانية ليكون لدى الأبناء دوافع للحياة، وليس للتعلم فقط.

البؤس واليأس

ودعا إلى الانتباه ”للغة المتداولة“ في الأسرة، فإذا كانت سلبية تتسم بالبؤس واليأس المتعلم، ستتأثر بها كل حياته وسلوكه ومشاعره.

بيئة ناجحة

وأكد أهمية توظيف ”العواطف الإيجابية“ في الأسرة فعليًا، وليس بالتعرف عليها فقط، وأن ترصد لها أنشطة كهدف أسبوعي ”أسبوع للرحمة، الشفقة، الحب الأبوي، الأمومي، الوعي،..“، مشيرًا إلى دور تلك الأنشطة في صناعة بيئة أسرية ناجحة وناضجة انفعاليا، يختفي فيها الخطأ، ويقل مستوى الانفعال السلبي.

تعاطف اجتماعي

ولفت إلى أهمية التعاون والتعاطف الاجتماعي الذي قد يكون عن طريق أخذهم للمشاركة مع جمعية خيرية، ودور تلك العواطف في ترابط أفراد الأسرة وتقاربها.

مستوى الرضا

وذكر أن الدعوة لتفعيل هذه القيم ليس من باب المثالية، بل مؤصّل له دينيًا، ومنه ”ما وُجد الرفق في شيء إلا زانه“، وإذا وجدنا الدعوة لها في كتب علم النفس الإيجابي مثلا، لما لاحظوه من أثرها في حياة أفضل يرتفع فيها مستوى الرضا والإنجاز.

عواطف إيجابية

وعدد بعض ”العواطف الإيجابية“ الموجهة نحو المستقبل ”كالحب والأمل والفرح والتفاؤل“، مشيراً إلى أثر التفاؤل في استمرار سعي الإنسان في الحياة، بعكس المتشائم الذي يتوقف ”اليأس المتعلم“ والذي قد يكون مصدره الأسرة.

المغفر والرحمة

وأضاف: من العواطف الايجابية ”المغفرة والرحمة والرهبة والشعور بالامتنان“ والتي بدأ الاتجاه لها ”كمصطلح علاجي“، كما في إرسال رسالة امتنان لشخص قدم لك خدمة ومدى انعكاسها على النفس، مشيرا إلى دعوة أحد رواد علم النفس الإيجابي إلى الحرص على ثلاثة أعمال إيجابية ومراجعتها آخر اليوم، ومدى تأثيرها في السعادة والرضا مثل شكر للزوجة، وتقدير إنجاز الابناء.

قانون الانتباه

وأشار إلى أهمية ”إدارة وقت الأسرة“ بتفعيل ”قانون الانتباه“ والتركيز وعدم الانشغال عنها ”بالعالم الافتراضي“ واصفاً إياه ”بالنفايات النفسية“.

تنمية المهارات

وبين أهمية ذلك الوقت في تنمية مهارات الأبناء بشكل عام؛ كمهارة الاتصال، والثقة، وارتفاع مستوى السلوك الإيجابي، وتدني السلبي، وإيجاد روابط عالية بين أفرادها بشكل عام.

عمل صالح

وتطرق إلى الحديث الشريف ”جلوس المرء عند عياله أحب إلى الله من اعتكاف في مسجدي هذا“ والذي يدل على أهمية صناعة وقت الأسرة، معبّرًا عنه بالعمل الصالح.

اليقظة الذهنية

وشدد على أهمية اليقظة الذهنية، والانتباه بالملاحظة وليس المراقبة، لأي طارئ على شخصية وثقافة ومشاعر الأبناء، واستثمار الوقت معهم بشكل جيد ومناسب.