أحدية «الصهيل الأدبي» تبرز تجربة الشاعر بدر الشبيب

سلط صالون صهيل الكلام الأدبي بالقطيف، الضوء في أحديته 84 والتي أدراها الشاعر علي الشيخ، على التجربة الأدبية الشاعر الكبير بدر الشبيب، بحضور نخبة الأدب والثقافة في المنطقة.
وأعاد الصالون، في أمسيته، الكشف عن تجربة الشاعر بدر شبيب الشبيب وهو شاعر امتلأ وعيًا وأدبًا راقيًا، وهو الشاعر الذي استمرأ الشعر منذ نعومة أظافره، وكان قد كتب أول قصيدة عام 1390 هـ في رثاء السيد محسن الحكيم.
وبرز الشبيب شاعرًا لامعًا، وناشطًا أدبيًا في القطيف وضواحيها، وقد أنشأ مع مجموعة من الشباب منتدى ”أبو البحر“ الأدبي، وأصدروا أيضًا مجلة محلية بعنوان ”مرافئ“ صدر منها ثلاثة أعداد.
وكشف الضيف في لقائه بالصهيل عن أوراق الذكريات، حيث تحدث عن جدته لأمه ”الحاجة والمعلمة الشاعرة فهيمة الشبيب“، والتي طبعت لها ديوانا في السبعينات الميلادية عن طريق الشيخ علي المرهون، وتحدث عن أخريات كن شاعرات لأسرة الشبيب، ناهيك عن شعرائها، كما تحدث عن تجربة المنتدى.
وانفتح الحوار بعدها للمداخلات التي أثرت الجلسة، وأضاءت جنبات عمق التجربة، وألقى الشاعر الشبيب بعدها عدة نصوص شعرية، كان منها ”إلى مجنون خولة“، وهي مهداة للسيد عدنان العواني، سورة الحسن، رغبة جامحة، متى سوف تأتين، يوم الزينة.
وبرغم عراقة تجربته الضيف الشعرية، فقد دخل ضمن شعراء الظل، وما عاد يزاول الكتابة الشعرية المنشورة منذ سنوات مديدة، ولكنه حاضر متابع وقارئ للأدب القطيفي.
الشاعر الشبيب من مواليد أم الحمام 1377 هـ، حاصل بكالوريوس علوم إدارية من جامعة الملك عبد العزيز بجدة، وعمل مدربًا دوليًا في مجال التخطيط وإدارة الوقت، ثم عمل في الخطوط السعودية حتى تقاعده.
وتحدث الشاعر حسين آل عمار لصحيفة ”جهات“ الإخبارية عن ضيف الصالون، قائلًا: كنت وما أزال مفتونًا بهذه الشخصية العبقرية التي ما إن تحتك بها حتى تمتلئ، فهو مصداق لحامل المسك الذي نص عليه الحديث الشريف.
وأضاف آل عمار: مخزونه الفكري يجعل من مجالسته متعة لا تضاهى، خصوصًا في فكره التربوي والإنساني، وها أنا ليلة البارحة أحظى بسماع نتاجه الأدبي، وإن كان قديمًا، لكنها المرة الأولى التي أسمعه فيها يلقي شعرًا رغم السنوات التي أعرفه فيها فقد سمعته محاضرًا ومدربًا ومفكرًا ومربيًا يحمل على عاتقه هموم مجتمعه ويحرص على توقير الكبير والصغير على حد سواء حتى صار أيقونة قطيفية لامعة لاتستطيع أمامها إلا أن تقع في الحب. ممتن جدًا للصهيل لأنه منحني فرصة الاستماع لنتاجه الشعري أخيرًا.
وقال الكاتب حسن حمادة عن شخصية الضيف: حين تكون في محضر أستاذ بدر الشبيب فأنت ترتشف الحكمة الممزوجة بالأدب على لسان شاعر مثقف يجيد صنعته حد الإتقان الذي يجعلك تتوقف مليا أمام صوره وكلماته التي ينحتها لتعطي موضوعاته قيمتها.
وأكم: تجربة الشبيب لا تتوقف عند شاعريته - التي حرمنا منها - بل تجد له عطاءات ممتدة منها على سبيل المثال: دروس في القرآن الكريم والفقه ونهج البلاغة وهي متاحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، كما أن لديه اهتمام بارز بكتابة المقالة والدراسة إضافة لمؤلفات أخذت مكانتها اللائقة في المكتبة القطيفية ومنها كتابه الشهير ”في الحب بالحب“ الذي صدر ضمن منشورات بسطة حسن.
من جهته، تحدث حسين آل دهيم بقوله: أنا على المستوى الشخصي وكما قلت، سعدت بالتعرف على الأديب الجميل، كان جميلاً في سرده، عميقاً في طرقه، وفياً لصحبه ولمنجزه، وكذلك مدهشاً في شعره، الشكر له والشكر موصول لصهيل الكلام الذي لا يتواني يبهجنا بمن وما يقدم.
وذكر الشاعر فريد النمر أن الشعر والشاعر لا يفصلهما وجود فكلاهما مصب، وها نحن نمخر عباب الشاعر بدر الشبيب أبي أحمد الذي سافر بالقصيدة سفرا لا يليق به الرجوع منه ولا عنه هكذا أجده في قصائده القديمة والحديثة وعموده وتفعيلته فرغم غيابه الطويل عن مشهد الشعراء وانصرافه عن دوحة الشعر منبريا كان لصهيل الكلام أن يحفر في ذاكرة مليئة بالتاريخ الشعري والأدبي بين صنع الذات الشعرية ومجازات ملتقى أبي البحر الخطي وامتدادات شاعرة لعائلة منغمسة بالشعر وخمس قصائد فارهة مبدعة ألقاها الشاعر الجميل أبو أحمد بكل أناقة الشاعر العذب المتمكن من رؤياه الشعرية وجذوة القصيدة الرقيقة والجزلة.
وأضاف النمر: من استطاع تسطير هذه القصائد النابضة بالجمال على تنوع موضوعاتها لا شك وأن الشعر لا يزال يسكنه سكون المجنون شعرا والعارف معا والزاهد الحكيم والمغني بوتر القصيدة في آن واحد.
واختتم: خريطة الشعر في قلب أبي أحمد عامرة بحقول الجمال والمعرفة وهذا ما لمسته في كل بيت كان يقرأه بنبرة صوته الهادئ جدا ووثوق المثقف الرزين وكل التفاتة كان يرسلها للشعراء من خلف رؤاه المشتبكة بالرصانة والشعر ليلة حافلة بالحفر الشعري المتسع.